الخميس - 16 سبتمبر 2021 - الساعة 01:02 ص
•• في مثل هذا اليوم ال16 من سبتمبر2000م.. رحل استاذي ومعلمي وسيدي وتاج راسي الاستاذ المناضل الوطني اليمني التهامي / يوسف محمد الشحاري رحمه الله.. وبرحيله فقدت اليمن وفقد احرار اليمن علم كبير ورمز عظيم وشخصية يستحيل ان تتكرر قولا وفعلا،،، لذلك يستحيل ان يغادر ذاكرة التاريخ مهما حاول من حاول تغييبه اوتجاهل تاريخه..وهاهي الذكرى ال21 لرحيله 16 سبتمبر2021م تحل علينا والوطن ممزق والشعب مهان ومشرد...
•• سابدا من حيث رثا يوسف نفسه في اخر ماكتب قائلا :
الوداع الوداع يابن الشحـــاري
بعد عمــــرٍ يفيــض بالأوزارِ
الوداع الوداع يا ابن الشحــاري
فترجل عن صهوة الأسفـــــارِ
ولتواجه ما جئته مـن شــرور
منتناتٍ فاقت على كلِّ عـــــارِ
جئتها واعيًا وأمعـنت فيهـــا
في جموح البركان والإعصـــارِ
جئتها واعيًا وأقـذر جــــرم
أن تعيه بعـد انطفــــاء الأوارِ
جئتها واعيًا وأعـرف أنـــي
ذقت منها الأشهـى من الأوطـارِ
جئتها واعـيًا وأدرك أنـــي
قد تصيدتها بكـلِّ اختيـــــارِ
فلتواجه حقيقة الأمر واقــرأ
ما يضمُّ الكتاب مـن آثــــارِ
ليس فيه غير الحقيقـة قالـت
واضح الفعل خافـي الأســرارِ
حسب روحي أني أوضّح أمري
وأزيح الستار عن بعـض عـارِ
كلُّ ما جئته أعيـــه وإنـي
قد تخيَّرت مقعدي فـي النــارِ
يا إلهي وأنت أدرى بأمــري
فارحم الروح من لظـى الأوزارِ
ليس لي غير رحمة منك تمحو
كلَّ جرم أتيتــه باختيـــار
•• ما اعظمك يايوسف يا ابن الشحاري،، يااستاذي ومعلمي وسيدي وتاج راسي..ما اعظمك يايوسف الانسان البسيط المتواضع والصادق والنبيل والشريف والنزيه والمناضل الوطني الثائر على كل ماكان مقلوبا... ما اعظمك يايوسف السياسي الشجاع والمربي الفاضل والاديب والشاعر الملتزم .. ما اعظمك يا صوت الحق وعدو الظلم ونصير الكادحين وفيلسوف الثائرين والمفكريين والمثقفيين ونبع القيم والمبادئ والضمير الحي.. ما اعظمك ياعظيم اليمن وعظيم اليمنيين... ياوجه تهامة الحرة وقدوة التهاميين الاحرار ..
•• ما اعظمك ايها العظيم القائل :
ياليت يشفع الشعور بالأسى
يهد إخوتي الصغار والكبار
من أيقظوا النهار في دروبنا
من كنسوا على تراب ((ذويزن ))
قباحة الجفاف والعذاب والعفن
وسعروا السعير في عدن
ليشمخ اليمن
ياليت يشفع اعتراف
بانني البريء والمدان
وانني الشجاع والجبان
ياشعبي العظيم..
•• وليتذكر ابناء تهامة الاحرار في ظروفهم الراهنة قول يوسف :
ولنعش لحظة من العمر قوما
حرروا من خساسة الانحناء
كلما مزق الطغاة شـــــــهيدا
في ثرانا زدناهم في العطاء
•• ولد الفقيد / يوسف محمد الشحاري في مدينة الحديدة سنة 1932م...دررس في المدرسة (السيفية) في مدينة الحديدة، ثم انتقل سنة 1364هـ/1954م إلى مدينة تعز، والتحق بكلية الشرطة، وبعد تخرجه منها برتبة ملازم؛ عمل مديرًا للأمن في مدينة (اللحية) الواقعة شمالي مدينة الحديدة، على ساحل البحر الأحمر سنة 1377هـ/1957م، ثم التحق بمدرسة الأسلحة بالكلية الحربية في مدينة صنعاء سنة 1378هـ/1958م، ثم عمل مدرسًا في كلية الشرطة في مدينة صنعاء. وبعد قيام الثورة الجمهورية التي أطاحت بالنظام الملكي سنة 1382هـ/1962م؛ عين سنة 1384هـ/1964م مديرًا لأمن الحديدة، ثم نائبًا لمدير كلية الشرطة بصنعاء سنة 1389هـ/1969م، كما عمل ضابطًا لأمن إذاعة صنعاء، ثم مديرًا للتحرير في صحيفة (الثورة) اليومية في مدينة صنعاء.
•• وفي عام 1392هـ/1972م؛ بدأ العمل في المجال النيابي، نائبًا منتخبًا عن مدينة الحديدة، وانتخب نائبًا لرئيس مجلس الشورى، ثم نائبًا لرئيس مجلس الشعب التأسيسي المعين عام 1399هـ/1979م، ثم انتخب عضوًا في هيئة رئاسة مجلس النواب بعد قيام الوحدة اليمنية عام 1410هـ/1990م، وفي عام 1412هـ/1992م؛ عين مستشارًا لرئيس الجمهورية، ثم في عام 1418هـ/1997م عين عضوًا في المجلس الاستشاري للرئاسة.اتسمت حياته بالبساطة والتواضع والصراحة، وكان إلى جانب كونه سياسيًّا لامعًا في تيار الحركة القومية أصبح من مؤسسي حزب (المؤتمر الشعبي العام)، الذي أسسه ويرأسه الرئيس علي عبدالله صالح، وانتخب عضوًا في اللجنة الدائمة لهذا الحزب في جميع دورات الحزب، وفي عام 1416هـ/1995م، انتخب عضوًا في اللجنة العامة لحزب المؤتمر..كما كان أديبًا شاعرًا، من مؤسسي اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، وانتخب رئيسًا له في مؤتمره السابع؛ عام 1413هـ/1993م، وأعيد انتخابه في نفس المنصب عام 1418هـ/1997م..كما انه كان رياضياً متمكناً فلعب كرة القدم مع فريق الشرق المدرسي وفريق الاتحاد ومن ثم فريق نادي الجيل الرياضي وكان مبرزاً ومميزاً...وتوفي في ال16 من سبتمبر2000م ودفن في مدينة الحديدة..عن عمر ناهز68عاما..
•• رحل يوسف وهو القائل :
وليس وحدي الذي يموت
الكل في تراب ((ذويزن ))يموت
•• ولكن كما قال يوسف :
فبعضنا في خسة السكوت
وبعضنا في ذيل بنكنوت
وبعضنا في ذلة القوافل التي
تشق مهجة الخبوت..
•• ولان من اختار حياته اختارموته،، فقد اختار يوسف حياته قائلا :
جوعى نعم جوعي
ولكن في صمود كالصخور
مرضى نعم مرضى
ولكن في شموخ كالنسور
•• وقوله ايضا :
يمني يهوى الحياة صراعا
وعراكا يشع منه الجديد
يمني عاف التمزق يشقى
في لظاه صباحنا المنشود
•• واختار موته قائلا :
لايموت الرجال إلا وقوفا
وإباءا وعزة واختيارا
لايموت الرجال إلا وقوفا
ووفاءا يزاحم الاشجارا
•• وكما بدات برثاء يوسف لنفسه،، اختتم مادتي هذه المتواضعة برثائي لاستاذي ومعلمي وسيدي وتاج راسي في هذه القصيدة " ليس كمثله احد"
والتي قلت فيها :
الحق كلمة
الكلمة علامة
العلامة تاريخ
التاريخ
موت وولادة
وفيهما
من ليس كمثله احد
حملته ملائكته
سارت به
بعيدا عن الخبز
والموت والحساب
زملته بالنور
والدفئ
والاغاني العِذَاب
صلت له وعليه
وزعت روحه
على دروب التائهين
والناقصين والمحتاجين
وعلى كل الاشياء
كانت علامة العلامة
سورة الاستقامة
" يوسف"
ياعميدالمناضلين
يارئة البحر
يانبع القيم
ياشموخ الجبل
يارائحة الفرح
ياربيع الصامدين
نم كثيرا واسترح
ياعميد الكادحين..
•• عرف عن يوسف الشحاري وعن شخصيته في مختلف الجوانب الحياتيه الكثير والكثير،، لكنه باختصار شديد كان لايختلف عليه احد لانه ليس كمثله احد.. واغفروا لي عن اي خطأ او تقصير واطلب منكم قراءة الفاتحة على روحه الطاهرة..