السبت - 24 فبراير 2024 - الساعة 10:58 م
من ٢١٥٥ إلى ١٣٦٠ سفينة ومن عشرة مليار دولار إلى النصف، هذا واقع قناة السويس بالأرقام على لسان رئيس هينة القناة في مقارنة بين العام الماضي والعام الحالي.
هجمات البحر الأحمر تخنق مصر وتضاعف معاناة المواطن المصري ، تفرض واقعاً سعرياً جديداً للسلع ، وتوسع قاعدة من هم في خط وتحت خط الفقر.
حرب الحوثي وقصفه السفن التجارية مواجهة حربية ضد مصر، الدولة العربية الوازنة ، وضد اليمن الدولة التي يقتات شعبها على سفن الإغاثة ، وبهذا يتساوى الحوثي في فرض صواريخه الحصار على الشعوب العربية ، مع ماتفعله إسرائيل من محاصرة الشعب الفلسطيني وتجويع غزة.
مهما بلغت سياسة ضبط النفس فإن أخذ الحوثي هذا المسار وإضراره بسلاسل توريد الغذاء ،وتجفيف مداخيل الدول العربية من النقد الأجنبي، ، سيصل بالدول المتشاطئة مع البحر الأحمر ،في مرحلة ما إلى التفكير ببدائل عن راهن المواجهات التي تبرر للحوثي استمراريته ، وتحافظ على جسمه العسكري وقدراته التسليحية ، في مستوى يمكنه من تهديد طويل الامد لمصر وللإقتصاد العالمي .
إنكشاف شعار الحوثي الزائف حول فلسطين وغزة، يطرح معادلة جديدة في صلبها مصر وأمنها القومي المحاصر بحرائق من عدة جهات ، من ليبيا والسودان وغزة وحتى البحر الأحمر، معادلة تقوم على إضعاف جدي لقدرات الحوثي ، وإنخراط القاهرة سياسياً ولوجستياً في الملف اليمني ، بدعم القوات المناهضة للحوثي وتعزيز قدراتها القتالية، والمساهمة في تغيير توازنات القوة في الميدان وعلى الأرض.
صحيح ان مصر تمتاز سياستها بطول النفس ،وادارة الملفات الحساسة بروية وبواقعية سياسية ، ولكنه صحيح أكثر إن مس رغيف عيش المواطن المصري ، يدفع السياسة المصرية مغادرة حالة المراقبة المتأنية إلى الإنخراط الجدي في إدارة الصراع في اليمن، من زاوية إن البحر الأحمر قضية أمن قومي، فهو متنفس مصر الجيوسياسي بإتجاه عمقها الإفريقي وهو عبر مداخيل قناة السويس سلة غداء المواطن المصري.
أرقام قناة السويس تقول :
الحوثي يحارب مصر ويعفي إسرائيل من الضرر.
* المقال منقول من صفحة الكاتب من على منصة إكس