الثلاثاء - 09 أبريل 2024 - الساعة 12:19 ص
وزير خارجية إيران إلتقى يوم أمس في مسقط بممثل الجماعة الحوثية، صياغة الخبر عام لم يخض بالتفاصيل ، إلا أن توقيت اللقاء بعد تداعيات قصف القنصلية الإيرانية في دمشق ،ومقتل قيادات الصف الأول في الحرس الثوري، تضفي على هذا الإجتماع أهمية إستثنائية ،وصفة تتخطى البحث في السياسة إلى الخوض في الجانب العملياتي، فإيران هددت بالرد على الإسرائيلي ، ثم مالبثت أن ذهبت لتوجه الوكلاء وتبحث معهم حدود الرد وسقفه ، ومن سينفذه ومكان وزمان التنفيذ.
في هذا السياق يمكن قراءة لقاء عبداللهيان بكبير مفاوضي الحوثي ، وتحميله الرسائل الإيرانية التنفيذية ، والأوامر العملياتية للشروع بإعداد وتجهيز حيثيات الرد نيابة عن طهران.
مالاتدركه سلطة صنعاء أن شعار الموت للإسرائيلي شيء صالح للإستهلاك السياسي التعبوي الداخلي ، أما تنفيذه بتوصية إيرانية شيء مختلف ، له تبعات مدمرة على مابقي للميلشيات المسلحة من قوة ، حيث أن ردود الكيان غير منضبطة ، وهي خارج مراعاة القانون الدولي، وتذهب بالإنتقام بعيداً حد تصفية إلى جانب معاقل القوة المسلحة الحوثية، قيادات الصف الأول ورموزهم السياسية المذهبية، وتدمير كل البنى التحتية العسكرية وربما المدنية.
إذا كانت إسرائيل وهي قطعاً كياناً إحتلالياً غاصباً ، لم تضع في ميزان حساباتها إيران ، بما هي عليه من قوة إقليمية ويد صاروخية طولى تغطي كل الداخل الإسرائيلي، وأطلقت طيرانها لتعقب وتصفية كبار قادة الحرس الثوري ، فإنها بالمثل لن تتدارس أو تقف مطولاً أمام جماعة الحوثي ،ولن تفكر مرتين وهي تقرر تصفية عبدالملك الحوثي وأتباعه، وللموساد قدرة فائقة على رصد وجمع المعلومات وتحديد أماكن الرؤوس المستهدفة.
قواعد إشتباك الإسرائيلي تختلف عن الأمريكي ، مقياس الثاني مقيد بتقديرات المستوى السياسي ، في ما الاسرائيلي مطلق التصرفات والحركة ،ويؤمن بقوة ردع إستباقية وبالأرض المحروقة.
إيران تدرك ذلك ،وبالتالي اليمن مرشحة أن تكون رأس حربة الرد الإنتقامي ، في ما تصفية عبد الملك وزمرته هو رد فعل الإسرائيلي وفاتورة السداد نيابة عن الإيراني .
المقال منقول من صفحة الكاتب على منصة إكس