الثلاثاء - 12 نوفمبر 2024 - الساعة 09:27 م
هناك الكثير من الظواهر التي تنتشر في بلادنا وكل منها يمثل مشروع قنبلة موقوتة اذا لم يتم معالجتها والقضاء عليها واذا ما استمرت الدولة والحكومة نائمة في العسل بل ونتفرج عليها وكان الأمر لايعنيها لا من قريب ولا من بعيد ونحن هنا سنتناول في هذه السلسلة اهم الظواهر أو أهم القنابل الموقوتة التي تتطلب من الدولة والحكومة القيام بواجبها تجاهها ..
هناك ظاهرة بارزة بالتأكيد انها إحدى القنابل الموقوفة الأكبر والتي ستكلف الكثير من المال والجهد والضحايا من المواطنين وتتمثل في ظاهرة اطفال الشوارع التي تتوسع وتنتشر في مختلف محافظات الجمهورية وإن كانت في العاصمة صنعاء موجودة بشكل أوضح وأكبر وبالتأكيد أن هذه الظاهرة لها أسبابها المختلفة التي تتنوع من الأسباب الاجتماعية والأسرية إلى الأوضاع الاقتصادية والتعليم السيء وغير ذلك من الأسباب لكن النتيجة هي وجود ظاهرة مقلقة ومخيفة انتشرت في شوارعنا نشاهدها ونتألم على هؤلاء الأطفال الذين انتقلوا من حياة طبيعية مفترضة إلى الشوارع ..
طبعا ما جعلني هنا أتحدث عن هذه الظاهرة قبل غيرها من الظواهر موقف مؤلم شاهدته بجوار أحد المطاعم الكبيرة حيث تم اقتياد أحد الأطفال إلى زاوية كان يوجد فيها شخص يتناول القات وحين اوصلوا اليه هذا الطفل بدأ في ضربه وشتمه ولم يتركه إلا بعد أن سال الدم من وجهه وهو يصيح ويبكي واتضح لي أن هذا المجرم هو زعيم العصابة التي تقوم بتشغيل هؤلاء الأطفال حينها قررت
أن أتابع الموضوع ونزلت إلى كافة الجولات والمطاعم والبوفيات والأسواق والتجمعات والشوارع في امانة العاصمة وقد شاهدت عجب العجاب..أطفال ذكوراً وإناثاً في عمر الزهور البعض منهم يتسول مباشرة والبعض الأخر يتسول عبر بيع بعض الأشياء والبعض يحترف السرقة ولاحظت فعلا أن هناك اشخاص يديرون هؤلاء الأطفال والشيء الذي لفت نظري أكثر هو وجود سيارات الشرطة والأجهزة الأمنية في كل تلك الأماكن التي ذكرتها لكنهم يقفون موقف المتفرج وكان الأمر لايعنيهم ..
التساؤلات التي تفرض نفسها هنا .. لماذا يتم ترك هؤلاء الأطفال هكذا في الشوارع دون أن تقوم الدولة يمسئوليتها في القضاء على هذه الظاهرة؟
هل تعرفون ان ترك هؤلاء الاطفال هكذا في الشوارع يجعلهم فريسة سهلة للعصابات الإجرامية والمنظمات الإرهابية وهذا بدوره يؤثر على مستقبل الوطن بل ويحول شبابه إلى عصابات منظمة ام أن هذا هو المطلوب تدمير مستقبل البلد لأن مسئولينا اطفالهم يتعلمون في احسن المدارس والجامعات الخاصة ووظائفهم مؤمنة ومستقبلهم مضمون فلايهم بقية اطفال الوطن وهنا تكمن الكارثة الكبرى ?? وهل ستحظى هذه الفئة بالاهتمام ام أن الأمر سيبقى كما هو ونساهم بتغافلنا وهروبنا من معالجة الوضع في ضياع مستقبل بلدنا وتحويل شبابه إلى عصابات إجرامية وإرهابية?? وهل تشاهد حكومة التغيير والبناء الفيل الكبير ام انها عمياء ?? وهل سنجد تحركا سريعا لتفكيك هذه القنبلة الموقوتة ?? ..
نتمنى دراسة هذه الظاهرة بشكل حقيقي عبر كافة الأجهزة الحكومية المعنية ووضع المعالجات اللازمة لها وأن يتم التّعاملُ مع أطفال الشّوارع بطُرق وأساليب خاصّة والعمل على توفير نظامٍ اجتماعي يهتمّ بتفعيل آليّةٍ لرصد أطفال الشّوارع المُعرَّضين للخطر وإنشاء مؤسَّسات اجتماعيّة تهتمّ بالتّدخل المُبكّر لحماية الأطفال وأُسَرهم من أنواع العنف والاستغلال المختلفة وكذا التّدخل لحماية الأطفال ضحايا الأُسَر المُفكَّكة والأطفال العاملين في بيئات ضارّة وغير آمِنة ومنذ سنّ مُبكّر وكذا تطوير برامج مكافحة الفقر وتأهيل أطفال الشّوارع نفسيّاً ومهنيّاً وان لا يبقى هذا الامر بعيد عن الدولة والحكومة كما هي عادتها أن تدير ظهرها لأي مشكلة حتى تتوسع وتصبح ظاهرة يصعب معالجتها بل أن القضاء عليها يكلف خسائر كبيرة وبالنسبة لظاهرة اطفال الشوارع فإن الأمر يتعلق بمستقبل الوطن لان اطفال الشوارع هم اول القنابل الموقوتة التي ستنفجر وستكلف بلدنا وشعبنا الكثير والكثير.. فهل وصلت الرسالة ام ان الأمر سيبقى كما هو وتظل حكومة التغيير والبناء مجرد اسم وهمي وحكومة فنكوش لاغير ?? ..