تهامة منكوبة...

مليشيا الحوثي تستهدف السفينة روبيمار و تُغرق اليمن

مليشيات الحوثي تغرق اليمن



كتابات وآراء


الجمعة - 07 فبراير 2025 - الساعة 09:59 م

كُتب بواسطة : مطيع سعيد سعيد المخلافي - ارشيف الكاتب





في الـ11 من فبراير 2011م وفي إطار ما سُمي بـالربيع العربي بدأ العديد من الشباب في بعض المحافظات اليمنية بمظاهرات شبابية تطالب بالتغيير وتحسين الأوضاع العامة، وسرعان ما تحولت تلك الاحتجاجات السلمية إلى صراع معقد أودى بالبلاد إلى حرب أهلية، وعصف بطموح التغيير الذي طمح إليه العديد من الشباب إلى الهاوية. فقد تعرض الشباب الذي كان في طليعة الاحتجاجات، لخداع كبير تمثل بحزمة من الوعود والشعارات الزائفه التي لم تتحقق على الأرض ولا يمكن أن تتحقق في ظل الأوضاع والامكانيات المحدودة.

فقد كان الكثير من الشباب يتوقع أن سقوط النظام سيُؤدي إلى بناء دولة حديثة ومتقدمة ومثالية على شاكلة الدول الغربية، وسوف يفتح المجال لتحقيق تطلعاتهم وأحلامهم الوردية، لكن ما حدث بعد ذلك كان مغايراً تماماً لما كان متوقع، فقد دخلت البلاد في مرحلة من الفوضى السياسية، وتزايدت الصراعات بين القوى السياسية المختلفة وخاصة العقائدية المتطرفة،وتفاقمت الأوضاع المعيشية، وتدهورت الأوضاع الاقتصادية وتزايدت نسبة الفقر وتفشت البطالة، مما جعل الكثير من الشباب يشعرون بالخذلان من جراء الحلم الذي تلاشى أمام الواقع الكارثي المرير.

وهذا ما أكده لنا الأستاذ رزاز سيف الشرعبي موجه مادة اللغة الإنجليزية بمديرية القاهرة بمحافظة تعز الذي كان أحد شباب فبراير في ذلك الوقت، حيث قال لنا كنا في ذلك الوقت شباب لا نمتلك رؤية واضحة للمستقبل وكنا نرسم لمدينة تعز صورة في اذهاننا تفوق مدينة دبي الإماراتية وللعاصمة صنعاء صورة تفوق مدينة نيورك الإمريكية ولمدينة عدن الساحلية صورة تفوق أمستردام الهولندية، وكنا نظن بأن التغير سيجل من اليمن دولة ثرية، وسيجعل من الشباب فئة قيادية مرموقة، وكنا نعتقد بأن إسقاط النطام واعمدة النظام سوف يوصلنا إلى تحقيق غياتنا المنشودة وتوقعتنا الخيالية، لكن ما حدث كان عكسياً فبعد إسقاط النظام وقواعدة واركانة سقط السطح على الجميع وبدأت مرحلة الصراعات والأزمات والكوارث السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والاجتماعية والانسانية والمعيشية وتضرر الجميع من آثار الربيع السلبية.

وقال كنا في ذلك الحين صغار في سن الشباب ولا نمتلك استراتيجيات سياسية وخطط عمل فعالة، ولهذا كان يفترض أن يكون للعلماء وقيادات الأحزاب السياسية رؤية واضحة للمستقبل وأن يكونوا مدركين لنتائج إسقاط النظام بتلك الطريقة الانتقامية والعشوائية، وكان يفترض عليهم وخاصة العلماء منهم أن يقوموا باقنعنا بالحجج المنطقية ويوضحوا لنا الاضرار المستقبلية ويطالبونا بإنهاء الاعتصامات ورفع المخيمات من الشوارع والساحات العامة، لكن للأسف الشديد ركبوا الموج وقفزوا إلى الأمام فوقع الفاس بالراس وسقطت الدولة وبدأت مراحلة العناء والعذاب والمشقة، وفصول الصراع المسلح الذي مازال ممتداً إلى يومنا هذا ويدفع ثمنه الجميع بدون استثناء.

ولذلك يجب أن تكون عملية انخداع الشباب بالربيع العربي درساً حول أهمية الوعي السياسي والقدرة على التميز بين التحركات الشعبية الحقيقة والمصالح السياسية التي قد تندرج تحت مظلة التغير، وأن يكون الشباب أكثر حذراً من الوقوع في مصيدة الخداع والمؤمرات والنكبات السياسية.