السبت - 26 أبريل 2025 - الساعة 10:57 م
في يوم السابع والعشرين من أبريل من كل عام، يحتفل اليمنيون بذكرى يوم الديمقراطية، الذي يُعد حدثاً تاريخياً هاماً في مسار الدولة اليمنية الحديثة. ففي هذا اليوم من عام 1993م، شهدت الجمهورية اليمنية تأسيس أول تجربة ديمقراطية حقيقية بعد الوحدة اليمنية، والتي مثلت الخطوة الأولى لترسيخ مبادئ التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة.
في هذا اليوم، مارس اليمنيون حقهم في اختيار ممثليهم في مجلس النواب بحرية تامة ولأول مرة بعد عقود من الانقسام والصراعات، ليشكلوا بذلك نموذجاً ديمقراطياً متميزاً في المنطقة آنذاك.
لقد مثل يوم السابع والعشرين من أبريل 1993م محطة مفصلية في تاريخ اليمن الحديث، وشكل نقطة فارقة في حياة الشعب اليمني، وأحدث تحولاً سياسياً، جلب معه تحديات كبيرة في عملية دمج الأنظمة السياسية المختلفة وخلق تجربة ديمقراطية تتماشى مع تطلعات الشعب اليمني.
لقد حرصت القيادة السياسة لدولة الوحدة بقيادة الرئيس السابق الشهيد علي عبدالله صالح على ممارسة ذلك الاستحقاق الديمقراطي في موعده المحدد، وبالفعل اجريت الانتخابات البرلمانية لثلاث دورات إنتخابية في موعدها الرسمي في ال27 من ابريل 1993م وفي ال 27 من ابريل 1997م وفي ال 27 من ابريل 2003م، إلا أن فوضى الربيع والانقلاب الحوثي اعترضا قافلة الديمقراطية وغيرا مسار الطريق السلمي للوصول الي السلطة، لتعود اليمن بعد ذلك الي مرحلة الانقلابات والانقسامات والصراعات.
إن هذه الذكرى الديمقراطية تذكرنا بقيمة الصوت الحر، وبأهمية حماية المكتسبات الديمقراطية وتعزيز المشاركة الشعبية، وتؤكدلنا بأن بناء الدولة الديمقراطية الحديثة والعادلة والمستقرة لا يمكن أن يتحقق إلا عبر الاحتكام إلى صناديق الاقتراع والإرادة الشعبية.
اليوم، وبعد مرور 32 عاماً، لا بد أن نستحضر روح ذلك الحدث التاريخي كدافع لاستعادة المسار الديمقراطي وتحقيق السلام، وضمان أن تظل إرادة الشعب هي الفيصل في رسم مستقبل اليمن.