اخبار وتقارير

السبت - 21 سبتمبر 2024 - الساعة 11:30 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل- تقرير: حسين الشدادي






تعرض جدار إحدى ملحقات جامع الشيخ أحمد بن علوان التاريخي أمس الأول للانهيار جراء الأمطار الغزيرة، فيما تصدعت جدران أخرى مهددة بالسقوط إذا لم تتدخل الجهات المختصة بشكل عاجل.

وفي ظل هذا الخطر، ناشد أهالي منطقة يفرس، مركز مديرية جبل حبشي بمحافظة تعز، مكتب الأوقاف للتدخل العاجل وإعادة بناء الجدار المنهار.

*معلم تاريخي وديني مهدد بالاندثار*

جامع الشيخ أحمد بن علوان يعد من أقدم وأشهر المساجد الأثرية في اليمن، حيث بُني عام 921 هـ بأمر من الملك عامر بن عبد الوهاب.

يضم الجامع ضريح الشيخ أحمد بن علوان، مؤسس الصوفية في اليمن، والذي يعتبر شخصية دينية وتاريخية مهمة في التراث الصوفي.

الجامع الذي شيدت قبابه وزخرفت بمهارة معمارية نادرة بات معرضاً للسقوط، نتيجة التصدعات التي طالت جدرانه وقبابه.

يحتوي الجامع على أربعة مداخل رئيسية، ومنها باب السلام والباب الشرقي، بالإضافة إلى منارة يصل ارتفاعها إلى سبعة أمتار كانت تستخدم قديمًا للأذان.

كما يتميز بزخارفه المعمارية الفريدة التي تعكس العبقرية الهندسية للإنسان اليمني خلال العصر الرسولي.

*الساقية التاريخية في خطر*

جامع الشيخ أحمد بن علوان ليس فقط معلمًا دينيًا، بل يعتبر معلمًا معماريًا استثنائيًا.

حيث يُحيط به نظام ري متطور يتألف من برك وسواقي بُنيت بتقنيات هندسية متقنة.

الساقية، التي تمتد لأكثر من كيلومتر، تعد مصدر المياه الرئيسي للجامع وسكان المنطقة، وهي الآن مهددة بالتدهور نتيجة الإهمال.

*الإهمال المستمر لمكتب الأوقاف*

على الرغم من أهمية الجامع تاريخيًا وسياحيًا، إلا أنه يعاني من إهمال واضح من قبل مكتب الأوقاف بتعز.

لم يشهد الجامع أي أعمال ترميم أو صيانة لعقود، ما جعله عرضة للانهيار.

تظهر التشققات في قباب الحمام وغرفه، بالإضافة إلى تسرب المياه داخل المسجد، مما أدى إلى تآكل التربة المحيطة به.

ورغم تذمر السكان والزوار والسياح الذين يتوافدون إلى الجامع من داخل اليمن وخارجه، لم تقم الجهات المسؤولة بأي جهود لإنقاذ هذا المعلم التاريخي.

*فساد وإهمال الأوقاف*

ما يزيد من حجم الإهمال هو أن جامع الشيخ أحمد بن علوان يمتلك أوقافًا عديدة في مدن يمنية وخارج اليمن، إلا أن عائدات هذه الأوقاف لا تُستثمر في صيانة أو ترميم الجامع.

تعتبر هذه الأوقاف ثروة كبيرة، لكن إدارة الأوقاف تتجاهل استغلالها في حماية أهم معلم أثري وديني في اليمن.

*معلم يجب إنقاذه*

يعتبر جامع الشيخ أحمد بن علوان جزءًا من التراث الثقافي والديني اليمني، وهو معلم سياحي يتوافد إليه الزوار من مختلف أنحاء العالم و الحفاظ عليه لا يُعد فقط واجبًا دينيًا، بل ضرورة ثقافية وسياحية.

إن استمرار الإهمال يعرض واحدًا من أهم معالم اليمن التاريخية للاندثار، مما يتطلب تدخلًا فوريًا من الجهات المختصة، وإعادة النظر في إدارة الأوقاف لتحقيق الغاية التي من أجلها أُنشئت هذه الأوقاف وهي حماية التراث والحفاظ عليه.