اخبار الساحل

الأربعاء - 02 أكتوبر 2024 - الساعة 04:22 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - المخا

افتتحت اليوم المنظمة الدولية للهجرة مشروع مياه مدينة المخا، الذي سيوفر المياه النظيفة لأكثر من 120 الف شخص، بمن فيهم سكان المجتمع المحلي والنازحين داخلياً، وهذ سيُحسن الظروف المعيشية للسكان المتضررين من الأزمات في المدينة وبشكل كبير.
وتم تمويل مشروع مياه مدينة المخا بفضل سخاء عدة مانحين رئيسيين، بما في ذلك الحكومة الألمانية عبر بنك التنمية الألماني، وصندوق التمويل الإنساني في اليمن، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وحكومة اليابان  
وبحسب المنظمة، فإنه وبسبب سنوات من الصراع وضُعف التنمية، اعتمد سكان المخا على مصادر مياه مالحة جداً، وهذا زاد من المخاطر على الصحة بشكل كبير. استجابةً للنداءات العاجلة من السلطات المحلية وكُتلة المياه والصرف الصحي والنظافة، تم تحديد المشروع كأولوية قصوى في عام 2022 وتم البدء فيه بسرعة لمعالجة هذا الاحتياج الملح. ومن خلال استعادة الوصول إلى المياه العذبة، يقوم نظام تمديد المياه المُنجز حديثاً بتوفير المياه النظيفة للمدينة، مما يدعم جهود منع الأمراض المنقولة عبر المياه ويوفر حلولًا طويلة الأجل لتحسين الصح العامة.
وقال القائم بأعمال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن مات هابر: "مع الانتهاء من مشروع مياه مدينة المخا، نتخذ خطوة هامة في معالجة أحد أكثر التحديات خطورة التي تواجه المجتمعات هنا – وهو الوصول إلى المياه النظيفة الآمنة".
وأضاف: "يتجاوز هذا المشروع مجرد توفير المياه؛ فهو يهدف إلى استعادة الكرامة والأمن لآلاف الأشخاص الذين عانوا من صعوبات هائلة. ومن خلال جلب المياه العذبة إلى منازلهم، فإننا نعمل على تحسين جودة الحياة ودعم الصحة والقدرة على الصمود على المدى الطويل لهذا المجتمع. ما تزال المنظمة الدولية للهجرة، تقف جنباً إلى جنب مع شركائها، ملتزمة بإيجاد حلول مستدامة ودائمة من شأنها أن تستمر في جلب الفائدة لشعب اليمن في الأجيال القادمة".
وقالت المنظمة في بيان  لها أن هذا المشروع اكتمل بعد جهود استمرت قرابة ثلاث سنوات بهدف جلب المياه العذبة إلى سكان المخا. وتضمنت المرحلة الأخيرة، التي نُفذّت على مدى الأشهر التسعة الماضية، تركيب 7.5 كيلومترات من أنابيب نقل المياه، التي تربط المدينة الآن بمصدر موثوق للمياه العذبة. وتضمنت هذه التدخلات التي طال انتظارها أيضاً بناء خمس غرف تفتيش لضمان مراقبة وصيانة النظام بشكل منتظم، وتركيب ستة أجهزة لمراقبة الآبار لتتبع نضوب المياه، وإدخال نظام تلقائي لحقن الكلور لضمان سلامة إمدادات المياه.
واضافت "الإضافة إلى البنية التحتية الفنية، عملت المنظمة الدولية للهجرة على بناء قدرات الجهات الفاعلة المحلية للحفاظ على استمرارية هذه التحسينات. وتم تقديم تدريب لموظفي المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي على تقنيات الكلورة الفعالة لضمان صون نظام المياه لفترة طويلة. كما تم تدريب مروجي النظافة المجتمعية على نشر رسائل توعية حول الممارسات الآمنة فيما يتعلق بالمياه وأستخدامها بشكل مسؤول، بهدف تعزيز المبادرات المجتمعية لحفظ المياه وتعزيز النظافة."
ولم تقتصر جهود المنظمة الدولية للهجرة على تلبية احتياجات السكان العاجلة للمياه، بل ركزت أيضاً على استدامة الحلول على المدى الطويل. من خلال تعزيز القدرات المحلية وتشجيع التعاون بين الجهات الإنسانية والسلطات المحلية، وتهدف المنظمة إلى تقليل الاعتماد على المساعدات وتعزيز صمود المجتمعات المتضررة بالصراع والنزوح.
يمثل النظام المائي الجديد في المخا نموذجاً للتدخلات المستقبلية في اليمن، حيث يُظهر كيف يمكن للحلول المستدامة أن تحول واقع المجتمعات إلى الأفضل. وخلال السنوات الأربع الماضية، أكملت المنظمة الدولية للهجرة 26 مشروع ماء رئيسي على طول الساحل الغربي وتعز، وعاد ذلك بالنفع على نحو 500 الف شخص بتوفير مياه الشرب النظيفة عبر أنظمة تعمل بالطاقة الشمسية وبإعادة تأهيل البنية التحتية.
وبالتعاون القوي مع السلطات المحلية والجهات المانحة، تلتزم المنظمة الدولية للهجرة بتكرار هذه النجاحات في مناطق أخرى محرومة من الخدمات، وتلتزم المنظمة أيضاً بتعزيز القدرة على الصمود وتمكين المجتمعات من إدارة موارد المياه على نحو مستدام. ويُشكل هذا المشروع والجهود المماثلة له الأساس لمواصلة التقدم في احتياجات المياه والصرف الصحي في اليمن.
وضمن هذه الجهود، أطلقت المنظمة الدولية للهجرة أيضاً فيلماً وثائقياً بعنوان "منبع الأمل: الوصول إلى الماء يعيد الأمل إلى المجتمعات اليمنية." حيث يحكي الفيلم حقيقة المعاناة التي يعيشها أفراد المجتمع مثل بسمة بسبب نُدرة المياه، ويعرض الفيلم أيضاً التأثير العميق لمشاريع المياه المماثلة لهذا المشروع. وباستخدام قصص وصور قوية يُسلط هذا العمل الضوء على الدور الهام الذي يؤديه الوصول إلى المياه في حفظ الكرامة وتعزيز السلام والتنمية في المناطق المتضررة من الصراع. يمكن مشاهدة الفيلم الوثائقي كاملاً هنا.