اخبار وتقارير

الإثنين - 07 أكتوبر 2024 - الساعة 12:33 ص بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - كتب: حسين الشدادي




منذ اندلاع النزاع في اليمن، لعبت المنظمات الدولية دورًا رئيسيًا في تقديم المساعدات الإنسانية، إلا أن عملها لم يكن متساويًا في جميع المناطق حيث شهدت مناطق عديدة تهميشًا متعمدًا، وخاصة في المناطق التي تسيطر عليها جهات معارضة للسلطات المحلية أو ذات طبيعة حساسة سياسيًا أو عسكريًا.

تعتبر منطقة يفرس في مديرية جبل حبشي واحدة من المناطق التي عانت من تهميش ممنهج، سواء من قبل السلطات المحلية أو منظمات الإغاثة الدولية.

وعلى مدار سنوات النزاع، تعرّضت المنظمات الدولية، خاصة تلك العاملة في تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية، لضغوطات سياسية من الأطراف المتصارعة، وقد أظهرت تقارير متعددة أن العديد من هذه المنظمات تعمل تحت قيود شديدة، مما يؤثر على توزيع المساعدات بشكل عادل.

تم اتهام بعض المنظمات بالتواطؤ مع أطراف النزاع أو بالخضوع لضغوطات من القوى الإقليمية والدولية المتداخلة في اليمن.

تشير تقارير إعلامية إلى أن بعض المنظمات قد تم استخدام وجودها كوسيلة للضغط السياسي، وأن مساعداتها قد توقفت أو تم توجيهها بما يخدم أهدافًا سياسية، وليس بالضرورة بناءً على الاحتياجات الإنسانية الفعلية على الأرض وقد أكدت دراسة صادرة عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن وصول المساعدات إلى بعض المناطق كان يتعرض للعرقلة بسبب الضغوطات التي تمارسها الأطراف السياسية.

ومنطقة يفرس، الواقعة في مركز مديرية جبل حبشي، تعتبر مثالًا صارخًا على هذا التهميش، رغم أنها تمثل مركز المديرية وتضم عددًا كبيرًا من السكان، إلا أنها تعاني من نقص حاد في الخدمات الأساسية والمشاريع التنموية.

ويعد قرار نقل مقار السلطة المحلية ومكاتبها التنفيذية من المجمع الحكومي في يفرس إلى مناطق أخرى دليلاً على ذلك التهميش الممنهج.

تشير مصادر محلية إلى أن هذا النقل جاء في سياق ضغوط سياسية من قبل أطراف محلية تسعى لتعزيز نفوذها في مناطق معينة على حساب مناطق أخرى كما أن هذه القرارات لم تراعِ احتياجات السكان المحليين الذين يعانون من فقر شديد ويحتاجون إلى دعم إنساني عاجل.

ويواجه سكان يفرس أوضاعًا إنسانية صعبة، فضلاً عن غياب الخدمات الصحية والتعليمية.

العديد من أبناء المنطقة يصارعون البقاء وسط تدهور مستمر في الظروف المعيشية.

وتعاني يفرس أيضًا من غياب كامل لأنشطة المنظمات الدولية، رغم أنها من المناطق التي تتطلب تدخلًا عاجلًا بسبب الفقر المدقع وغياب البنية التحتية الأساسية، وقد أكدت مصادر أن السلطات المحلية لا تبدي أي اهتمام بتحسين أوضاع المنطقة، بل تنهج نهجاً في فرض حصار كامل على الخدمات العامة عن يفرس.

في المقابل المنظمات الدولية لا تصل إلى يفرس، ليس بسبب عدم وجود احتياج، بل بسبب توجيهات سياسية تمنع وصولها وتم إهمال يفرس بشكل متعمد من قبل السلطات، رغم أننا مركز المديرية ولدينا كثافة سكانية تحتاج إلى الخدمات".

ويبدو أن تهميش يفرس مرتبط بشكل أساسي بإنطباع سياسي بين الجهات المختلفة داخل المديرية والدليل سعي القوى المحلية التي وصلت مؤخراً بفضل الفوضى والحرب إلى السلطة على نقل النفوذ والمقار التنفيذية إلى مناطق أخرى بهدف تعزيز مواقعها على حساب المنطقة المركزية، مما أدى إلى عزل يفرس عن كافة المشاريع التنموية والخدمات الأساسية.

هذا التهميش المتعمد لمنطقة يفرس، سواء من قبل السلطات المحلية أو المنظمات الدولية، أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والاجتماعية، مع استمرار تدهور الخدمات وتراجع مستوى المعيشة.

السكان المحليون يعانون بصمت، وسط غياب تام لأي جهود ملموسة لتحسين الأوضاع أو إيصال المساعدات الإنسانية.

إن تسييس عمل المنظمات الدولية في اليمن، إلى جانب تهميش مناطق معينة مثل يفرس، يعكس مدى تعقيد النزاع وتأثيره السلبي على حياة المدنيين.

إن إنهاء هذا التهميش يتطلب تدخلًا فوريًا من المجتمع الدولي والضغط على الأطراف المتصارعة للسماح بإيصال المساعدات إلى جميع المناطق بشكل عادل وغير مسيس.

كما يجب على السلطات المحلية في مديرية جبل حبشي إعادة النظر في سياساتها تجاه يفرس العاصمة والعمل على توفير الخدمات الأساسية للسكان الذين يعانون منذ سنوات طويلة.