اخبار وتقارير

الخميس - 17 أكتوبر 2024 - الساعة 03:34 ص بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - تقرير: حسين الشدادي






تسبب انتشار وباء الكوليرا في اليمن، الذي يشهد تدهوراً مريعاً في الأوضاع الصحية بفعل سياسات مليشيات الحوثي، بوفاة 720 شخصاً منذ مارس الماضي، وفق تصريحات مسؤولة أممية خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك.

وأكدت جويس مسويا، القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن الكوليرا يتفشى بوتيرة سريعة في البلاد بسبب تدهور البنية التحتية الصحية جراء النزاع المستمر.

وذكرت أن هناك أكثر من 203 آلاف حالة مشتبهاً بإصابتها بالمرض، وأن النساء والفتيات يمثلن نحو 53% من إجمالي الإصابات.

الكارثة الإنسانية بسبب الحوثيين

يعاني اليمنيون من تفاقم الأوضاع الإنسانية نتيجة سيطرة مليشيات الحوثي على مناطق واسعة من البلاد منذ انقلابهم على الحكومة الشرعية في 2014.

هذا النزاع الذي أشعلته المليشيات المدعومة من إيران أدى إلى انهيار النظام الصحي، مما جعل اليمن بيئة خصبة لتفشي الأمراض والأوبئة مثل الكوليرا.

أكدت مسويا أن الأزمة الإنسانية في اليمن تتفاقم بشكل خطير، مشيرة إلى الهجمات المستمرة التي يشنها الحوثيون على مواقع يمنية ومنشآت حيوية، بما في ذلك منشآت الطاقة والموانئ، في إشارة إلى استهداف الحوثيين لموانئ الحديدة ورأس عيسى.

هذه الهجمات تقوض جهود تحسين الوضع الإنساني وتزيد من معاناة الشعب اليمني.

نقص التمويل وتلاعب الحوثيين بالمساعدات

وفي ظل تدهور الأوضاع، تعاني المؤسسات الصحية من نقص حاد في التمويل بسبب سياسات الحوثيين التي أدت إلى تقليص التبرعات الدولية للقطاع الصحي بنسبة 70%.

هذا التدهور الحاد في الدعم الدولي يجعل الوضع الصحي في اليمن كارثياً، حيث يزداد انتشار الأوبئة والمجاعة بسبب عدم توفر التمويل الكافي لتأمين الرعاية الصحية الأساسية.

وفي أغسطس الماضي، أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تقريراً حول تدهور الأوضاع الصحية في اليمن، مؤكدة أن 668 شخصاً لقوا حتفهم بسبب الكوليرا منذ بداية عام 2024، وأن هناك أكثر من 172 ألف حالة اشتباه بالمرض.

وتوقع المراقبون أن الأرقام قد تستمر في الارتفاع بسبب استمرار سياسات مليشيات الحوثي.

استغلال الحوثيين للقطاع الصحي في الصراع

منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات، شهد القطاع الصحي في البلاد انهياراً شبه كامل.

فالمليشيات حولت العديد من المستشفيات إلى مراكز عسكرية، ما أدى إلى نقص حاد في الخدمات الصحية الضرورية للمواطنين.

إضافةً إلى ذلك، تتهم المليشيات بتسييس وتوزيع المساعدات الإنسانية، مما يزيد من حرمان الفئات الأكثر احتياجاً في البلاد.

تعمدت المليشيات الحوثية تدمير البنية التحتية الصحية، وعرقلت وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي لا تخضع لسيطرتهم، مما أدى إلى تفشي الأمراض.

كما أن استهدافهم للبنية التحتية الحيوية في مختلف المحافظات يفاقم من الأزمات الاقتصادية والإنسانية.

التصعيد الحوثي والإقليمي

لم تكتف مليشيات الحوثي بالتسبب في تدمير اليمن، بل استمرت في تصعيد الصراع الإقليمي من خلال تنفيذ هجمات تستهدف جيران اليمن، وتحديداً دول التحالف العربي بقيادة السعودية.

هذا التصعيد الإقليمي يزيد من تعقيد المشهد الإنساني في البلاد، خصوصاً مع توسع الصراع في منطقة الشرق الأوسط نتيجة التوترات بين إيران وإسرائيل، وما يترافق معه من ضربات إسرائيلية ضد الحوثيين في اليمن.

تتعرض اليمن حالياً لضغوطات متعددة، ليس فقط من الداخل بسبب الحوثيين، ولكن أيضاً من الخارج نتيجة تصاعد الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي أثرت على مناطق في اليمن نتيجة التوترات الإقليمية.

مستقبل اليمن في ظل استمرار الحوثيين

مع استمرار سيطرة الحوثيين، ورفضهم للحلول السياسية، يتوقع أن يستمر التدهور الصحي والإنساني في البلاد.

وقد دعت الأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى تقديم دعم عاجل لليمن، ولكن في ظل سيطرة الحوثيين وعرقلتهم لجهود الإغاثة، تظل المساعدات محدودة وغير قادرة على تلبية احتياجات الشعب.

يبدو أن مليشيات الحوثي عازمة على استخدام الأزمات الصحية ك سلاح ضغط على المجتمع الدولي، بينما يدفع الشعب اليمني الثمن الأكبر في هذا النزاع المستمر.

يمثل ارتفاع عدد وفيات الكوليرا في اليمن نتيجة مباشرة لسياسات مليشيات الحوثي التي تسببت في انهيار القطاع الصحي واستغلاله لأغراض عسكرية.

وبينما تستمر الأزمات الصحية والإنسانية، يبقى الشعب اليمني عالقاً بين تفشي الأوبئة وسوء إدارة المليشيات للمساعدات الإنسانية، في ظل غياب حل سياسي ينهي معاناته.