اخبار وتقارير

السبت - 19 أكتوبر 2024 - الساعة 01:24 ص بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - تقرير: حسين الشدادي





في خطوة جديدة تؤكد تصاعد الضغوط الدولية على جماعة الحوثي، ناقش القائم بأعمال نائب وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، جون باس، مع المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، خلال لقاء عُقد في مقر وزارة الخارجية الأميركية، أهمية إيلاء الأولوية للمسار السياسي لحل الأزمة اليمنية المتفاقمة، مع تسليط الضوء على الانتهاكات الحوثية المستمرة ضد السفن التجارية والموظفين الأمميين المختطفين.


إطلاق سراح الموظفين المختطفين ضرورة ملحة

ركز اللقاء على قضية الموظفين المختطفين من قبل جماعة الحوثي، حيث دعا جون باس إلى ضرورة الإفراج الفوري عنهم.

تأتي هذه الدعوة في إطار الجهود الأميركية والدولية المتزايدة لإنهاء احتجاز هؤلاء الموظفين، الذين يُعتبرون جزءًا من البعثات الدولية العاملة في اليمن، ويمثل احتجازهم عرقلة واضحة للعمل الإنساني والسياسي في البلاد.

ووفقًا لتقارير حقوقية متعددة، فإن جماعة الحوثي تواصل احتجاز العديد من الموظفين الدوليين والمحليين الذين كانوا يعملون ضمن برامج الأمم المتحدة في مناطق سيطرتها، الأمر الذي يُعتبر انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية وحقوق الإنسان.


التصعيد الحوثي ضد السفن التجارية

لم تقتصر مطالبات الاجتماع على الإفراج عن المختطفين فحسب، بل شملت أيضًا دعوات متزايدة لوقف الهجمات الحوثية على السفن التجارية في المياه الإقليمية والدولية.

وتُتهم جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، بتنفيذ سلسلة من الهجمات التي استهدفت السفن التجارية، مما يهدد الملاحة الدولية ويزيد من تعقيد الأوضاع الاقتصادية في المنطقة.

هذه الهجمات، التي تستخدم فيها الطائرات المسيرة والألغام البحرية، تُمثل تحديًا للأمن البحري في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهو ما دفع الولايات المتحدة وحلفاءها إلى اتخاذ موقف حازم ضد هذه الاعتداءات.


تأكيد على المسار السياسي

أثناء اللقاء، شدد الطرفان على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات وتغليب الحلول السياسية لإنهاء الصراع اليمني.

وعلى الرغم من المبادرات الدولية السابقة، لم تُظهر جماعة الحوثي أي استعداد للتنازل أو الدخول في مفاوضات جدية من شأنها وضع حد للحرب التي أودت بحياة الآلاف وأغرقت البلاد في أزمة إنسانية غير مسبوقة.

ويأتي هذا اللقاء في ظل وضع إقليمي مضطرب، حيث تتداخل أزمات اليمن مع تطورات الصراع في غزة وتوتر العلاقات بين إيران وإسرائيل.

هذا التداخل الجيوسياسي يزيد من تعقيد جهود السلام في اليمن، حيث تُستخدم الساحة اليمنية أحيانًا ك وسيلة للضغط في صراعات إقليمية أخرى.


الضغط الدولي على الحوثيين

تعكس التحركات الأميركية الأخيرة، بما في ذلك اللقاء بين باس وغروندبرغ، محاولة جدية لزيادة الضغط على جماعة الحوثي للتوقف عن سلوكها التصعيدي والعودة إلى المسار الدبلوماسي.

وقد زادت الأصوات الدولية المطالبة بفرض عقوبات إضافية على القيادات الحوثية المسؤولة عن الانتهاكات، خاصة بعد أن شهدت الفترة الأخيرة زيادة في الهجمات ضد المدنيين والمرافق الحيوية.


آفاق الحل

رغم الضغوط الدولية المكثفة، لا يزال المشهد السياسي والعسكري في اليمن معقدًا.

فالمواقف الحوثية المتصلبة، المدعومة من طهران، تقف عقبة أمام أي تقدم سياسي، بينما يظل المسار العسكري خيارًا قائماً في ظل التعثر المستمر في المفاوضات.

ومع تزايد التوترات الإقليمية، يبدو أن اليمن سيكون في قلب التحولات السياسية القادمة، مما يجعل من الضروري تعزيز الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة.

ويستمر الصراع في اليمن في فرض تحديات كبيرة على المستوى الإنساني والسياسي، وسط تزايد الضغوط الدولية على جماعة الحوثي.

يبقى السؤال حول مدى قدرة المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة والأمم المتحدة، على تحقيق تقدم ملموس في الملف اليمني، بما في ذلك إطلاق سراح الموظفين المختطفين ووقف الهجمات على السفن، وتحقيق السلام الذي طال انتظاره في هذا البلد الذي يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.