اخبار وتقارير

الأحد - 20 أبريل 2025 - الساعة 11:46 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - بقلم/ ياسر غيلان



كالعادة، خرج المدعو "مهدي المشاط"، رئيس ما يُسمى بمجلس سياسي الميليشيات الحوثية، بخطاب سياسي مليء بالتناقضات ومحاولة بائسة لتبرير الفشل الذي تعيشه جماعته في إدارة شؤون المواطنين في المحافظات المختطفة.
خطاب لا يحمل جديدًا سوى إعادة إنتاج الكذب السياسي، وتوزيع الاتهامات على الآخرين، بينما يتهرب من المسؤولية المباشرة عن كل الكوارث التي جلبتها هذه الجماعة لليمن واليمنيين.

في خطابه الأخير، حاول المشاط تغليف مشروع ميليشياته السلالي بعبارات جوفاء عن "السيادة" و"الكرامة"، متناسيًا أن جماعته هي من فتحت أبواب اليمن للتدخل الخارجي، وأنها من حوّلت مقدرات اليمن والبنية التحتية – من موانئ ومطارات – إلى ثكنات عسكرية، وجعلت من المنشآت المدنية أهدافًا مشروعة بسبب تحويلها إلى قواعد لإطلاق الطائرات المسيّرة والصواريخ.

والأخطر من ذلك، أن هذه الجماعة لم تكتفِ بتحويل المدارس والمستشفيات إلى مخازن سلاح، بل حفرت الأنفاق تحت المقابر، وحوّلتها إلى ملاجئ ومخازن للذخائر، ثم تأتي لتبكي على نتائج الضربات الأمريكية التي استدعتها تصرفاتهم المتهورة وغير الأخلاقية.

الميليشيات الحوثية هي من تتحمّل كامل المسؤولية عن جعل اليمن ساحة مفتوحة للتصعيد، وهي من وفّرت الذرائع – بالأفعال لا بالأقوال – لكل التدخلات الدولية، عبر سلوكها الطائش، وارتباطها العضوي بالحرس الثوري الإيراني، واستخدامها للأراضي اليمنية كمنصة لحروب الوكالة.

أما عن حديث المشاط عن "الكرامة"، فليس هناك ما هو أكثر إهانة لكرامة اليمني من أن يُحكم بالسلالة، وتُنهب أمواله باسم "المجهود الحربي"، ويُزجّ بأبنائه في محارق القتال العبثي، بينما تجلس قيادات الميليشيا في قصور صنعاء تمتصّ دماء الفقراء.

المحافظات التي تسيطر عليها الميليشيات – من صنعاء إلى صعدة، ومن إب إلى الحديدة – ليست مستقرة كما يزعم الخطاب، بل تعيش حالة اختناق سياسي واجتماعي واقتصادي، وسط قبضة أمنية حديدية تمنع حتى مجرد التنفس.
هذه المناطق مختطفة، محتلة من قبل جماعة لا تؤمن بالدولة، ولا بالمواطنة، ولا بحرية الناس.

نقول للمشاط ومن وراءه:
الكذب لن ينقذكم من الحقيقة.
وخطابات الخداع لن تحجب شمس التحرير القادمة.
فشعبنا يعرف من هو العدو، ومن باع السيادة، ومن جرّ على اليمن كل هذا الدمار.