شئون دولية

الثلاثاء - 14 مايو 2024 - الساعة 06:46 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - متابعات:

بعد توقّف لنحو عام ونصف العام، استأنف لبنان عملية إعادة نازحين سوريين إلى بلدهم، عشية مناقشة البرلمان مساعدات بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي، أجج الاعلان عنها مخاوف جهات سياسية ودينية تطالب بحل جذري للملف.

وبات ملف السوريين الذين تقدّر السلطات عددهم بأكثر من مليوني نازح، حديث الساعة في البلاد مع إعلان الاتحاد الأوروبي عن الحزمة المالية، وتسيير الأمن العام اللبناني اليوم الثلاثاء لقافلة تضم 330 نازحاً نحو سوريا، وذلك بعد ساعاتٍ من دعوة زعيم حزب الله حسن نصرالله أمس الاثنين السلطات في بلاده إلى فتح البحر أمام النازحين الراغبين بالوصول إلى أوروبا.

فهل يمكن أن يتمّ إعادة النازحين طوعاً؟

تعليقاً على ذلك عبّر مسؤول أوروبي عن عدم اعتراضالاتحاد الأوروبي على مسألة "العودة الطوعية" التي كانت قد توقفت منذشهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي قبل أن تستأنف عبر التنسيق بين مفوضية شؤوناللاجئين والأمن العام اللبناني والحكومة السورية التي سمحت بدخول العائدين إلىأراضيها من معبرين حدوديين اثنين.

وقال لويس ميغل بوينو الناطق الرسمي باسم الاتحادالأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لـ "العربية.نت/الحدث.نت":"نحن مطمئنون إلى أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تشارك فيعملية العودة الطوعية مع الأمن العام في لبنان".

كما أضاف أن "الاتحاد لا يعارض العودة الطوعية، لكننريد التأكد من اتباع الإجراءات القانونية الواجبة"، على حدّ تعبّيره.

موضع جدل

وتحوّل ملف اللاجئين السوريين في لبنان في الآونةالأخيرة إلى موضع جدلٍ كبير في البلاد مع رغبة الحكومة التي يترأسها نجيب ميقاتيفي إعادتهم إلى بلدهم بعد نحو 13 عاماً من الحرب السورية التي تلت احتجاجاتٍ شعبيةكانت قد اندلعت في منتصف مارس/آذار من العام 2011.

كما تفاقمت أزمة النازحين في الآونة الأخيرة، مع وقوعجرائم اُتهِمت "عصابات" سورية بالوقوف خلفها، كمقتل المسؤول في القواتاللبنانية باسكال سليمان مطلع شهر نيسان/ابريل الماضي، الذي أدى إلى أعمال عنف ضدلاجئين سوريين في مناطق لبنانية متعددة.

كما أثار هذا الملف الذي تُرِك دون حلول منذ سنوات جدلاًأيضا بين قوى لبنانية مختلفة، فزعيم حزب الله دعا السلطات في بلاده أمس إلى فتحالحدود البحرية أمام اللاجئين للعبور نحو أوروبا، في الوقت الذي قال فيه رئيسحكومة تصريف الأعمال إن "استمرار الحملات" على حكومته بشأن ملف"النازحين "، هو نهج بات واضحاً أنه "يقصد منه التعمية على الحقيقةلأهداف شعبوية، وإلى شل عمل الحكومة وإلهائها بالمناكفات والسجالات التي لا طائلمنها"، على حدّ قوله.

محاولة ابتزاز

وتعليقاً على ذلك، أكد المحلل العسكري سعيد قزح أن"دعوة الأمين العام لحزب الله مخالفة لكافة القوانين الدولية"، معتبراًأن "نصرالله يحاول ابتزاز الاتحاد الأوروبي على غرار ما فعله الرئيس التركيرجب طيب أردوغان قبل سنوات عندما ابتّز بروكسل عبر فتح الحدود مع اليونان أماماللاجئين".

كما أضاف في تصريحات لـ "العربية.نت" أن"هناك معارضة لرغبة حزب الله في استخدام ورقة اللاجئين كابتزاز للاتحادالأوروبي لاسيما أن الجيش اللبناني يواصل مهمته في محاربة الهجرة غير الشرعية، رغمأن الوجود السوري في لبنان بات مؤلماً وموجعاً ومؤذياً للدولة وللشعب اللبنانيأيضاً".

ورأى أنه "طالما حزب الله مهتم بحل مشكلة النازحين،فلماذا لا يفاوض الحكومة السورية هو حليفها على هذا الأمر".

علاوة على ذلك، لفت قزح إلى أن "حزب الله متواجد فيمناطق القصير والزبداني وريف دمشق وهي مناطق هجّر منها النازحون وعليه بالتاليالخروج منها لإعادتهم بدل ابتزاز الأوروبيين".

يشار إلى أن مئات آلاف اللاجئين السوريين كانوا قد دخلواالأراضي اللبنانية عقب اندلاع الحرب السورية، عام 2011

وبينما تقدر السلطات اللبنانية عددهم بنحو مليوني لاجئ،تقول مفوضية اللاجئين إن العدد المسجّل لديها بلغ 850 ألفاً فقط.