السبت - 11 يناير 2025 - الساعة 05:10 م بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل - متابعات
شهد قطاع غزة مؤخراً حادثة مأساوية، سببها الجوع الذي خلّفه القصف والحصار الإسرائيلي، حيث توفي طفل يبلغ من العمر 5 سنوات بعد سقوطه في قدر طعام ساخن أثناء زحام في مكان توزَّع فيه وجبات الطعام.
وبحسب ما كتبته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، دفع الجوع الذي تعيشه عائلة نبهان بطفلها عبد الرحمن للسير لمسافات نحو إحدى التكايا التي أقيمت في مركز لإيواء النازحين من شمال قطاع غزة، حاملاً معه قدراً فارغاً ليملأه بما تيسر من طعام يسد به رمق العائلة الجائعة.
وأضافت الوكالة أن عبد الرحمن وصل إلى المركز وهناك حدثت الفاجعة، حيث لم يسعفه جسده الصغير لمزاحمة الجائعين الذين تجمهروا حول قدر الطعام محاولين الحصول على حصتهم منه، ليسقط عبد الرحمن في القدر الساخن، حتى ساح جلده ولحمه وأصيب بحروق من الدرجة الثالثة في جميع أنحاء جسده.
وقال والد الطفل، نبيل نبهان، وهو أب لأربعة أطفال أصغرهم عبد الرحمن لوكالة وفا": "نحن نقطن في المخيم الجديد في مخيم النصيرات وسط القطاع بعد خمس مرات من النزوح، حيث كان الموت يطاردنا في كل مكان وفي كل مرة ننجو منه بأعجوبة، ليستقر بنا الحال الآن في المخيم، ويوجد في المنطقة تكية تقدم الطعام للجائعين".
وتابع: "اعتاد طفلي عبد الرحمن على الذهاب لإحضار الطعام لنا من التكية، حيث كل فرد من أفراد العائلة يذهب يومياً إلى كل مكان لنبحث عن الطعام، وهذه المرة لم يستطع مزاحمة الناس، في محاولة يائسة منه للحصول على طعام، فوقع في القدر الذي كان على درجة كبيرة من الغليان، ليصاب طفلي بحروق".
وأضاف لوكالة "وفا": "تم نقل طفلي المحترق إلى المستشفى وتم التعامل مع حروقه التي أتت على أكثر من 60% من جسده، وبقي على إثرها في العناية المركزة لمدة 4 أيام كونها حروقا من الدرجة الثالثة".
وأول أمس الخميس، اتصلت المستشفى بالأب لتبلغه بضرورة الحضور لوداع طفله عبد الرحمن لأنه مات.
وتنتشر تكيات الطعام في معظم الأحياء في قطاع غزة، نتيجة حالة الجوع التي يعاني منها السكان هناك، ويتجمهر حولها يومياً آلاف الناس غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار سن يتزاحمون للحصول على أية بقايا من الطعام لسد رمقهم.