وكالات

الإثنين - 28 أبريل 2025 - الساعة 03:10 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - متابعات



هناك أسباب كثيرة لكي يقلق الحوثيون مما سيحدث خلال الأسابيع القصيرة المقبلة، فالحملة الجوية الأميركية مرشّحة للتصعيد، وتشير بعض التقديرات إلى أن هذه الحملة ستتوسّع وتتسبب بدمار أكبر لدى الحوثيين.

مغادرة الحاملة "ترومان"
فالأميركيون ينشرون الآن حاملتي طائرات، الحاملة "ترومان" في البحر الأحمر والحاملة "كارل فينسون" في بحر العرب، وتشارك القوات الجوية المحمولة على المجموعات البحرية في قصف البنى التحتية التابعة للحوثيين.

مسؤول أميركي تحدّث إلى "العربية" و"الحدث" أشار إلى أن الحاملة "ترومان" كانت في نهاية مرحلة انتشارها عندما طلب منها البنتاغون تمديد عملها والعودة إلى البحر الأحمر، وأن حاملة الطائرات "كارل فينسون" جاءت إلى المنطقة تمهيداً لمغادرة الحاملة "ترومان".

هناك توقعات كثيرة في مبنى البنتاغون بأن يطلب وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث من الحاملة "ترومان" والمجموعة البحرية والجوية التابعة لها العودة إلى قاعدتها للاستراحة والصيانة في وقت قريب، وسيكون من الضروري لدى قائد المنطقة المركزية الجنرال كوريلا استغلال الوقت المتبقّي الى أقصى حدّ، وسيكون ذلك من خلال تصعيد الهجمات قبل أن تغادر الحاملة "ترومان".

هناك سبب إضافي لدى الأميركيين لتصعيد الهجمات وهو أن جماعة الحوثي تثبت، من يوم إلى آخر، أنها مصرّة على تنفيذ هجمات تهدّد أمن المنطقة، والأسبوع الماضي شهد إطلاق صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل. هذا الهجوم يثير الكثير من القلق لدى الأميركيين، ليس لخطورته، بل لأن العسكريين وأجهزة الاستخبارات الأميركية قالوا، منذ أكثر من سنتين، إنهم لا يملكون معلومات صحيحة وكاملة عن حجم القدرات الحوثية، وأشاروا إلى أنهم لا يعرفون بالضبط كم يملك الحوثيون من صواريخ ومسيرات، وقد تمكّن الحوثيون من تطوير بعضها بأجهزة الكترونية هرّبتها إيران، وبعضها الآخر بدأ الحوثيون تصنيعه محلياً، ولا تعرف الاستخبارات الأميركية بالضبط كم صنّعوا، وماذا خسروا وما تبقّى لديهم.

دمار القدرات الحوثية
بعض التقديرات لمصادر خاصة بـ"العربية" و"الحدث" تشير إلى دمار 80 بالمئة من قدرات الحوثيين.

رسمياً، قالت القيادة المركزية في بيان يوم الأحد إنها نفّذت عملياتها منذ 15 مارس (آذار) "باستخدام معلومات استخباراتية مفصلة وشاملة"، وأضاف البيان أن "هذه الضربات أسفرت عن مقتل مئات المقاتلين الحوثيين والعديد من قادتهم، بمن فيهم كبار مسؤولي الصواريخ والطائرات المسيرة الحوثيين.. وأن الضربات دمرت العديد من منشآت القيادة والسيطرة، وأنظمة الدفاع الجوي، ومنشآت تصنيع الأسلحة المتطورة، ومواقع تخزين الأسلحة المتطورة".

تشير القيادة المركزية إلى أن عملياتها أدّت إلى تقليص وتيرة وفعالية هجمات الحوثيين وأن عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية تراجعت بنسبة 69 بالمئة، كما انخفضت الهجمات من الطائرات المسيرة الهجومية.

القضاء على الخطر
تستطيع القيادة المركزية القول إنها حققت تقدّماً في حملتها لكن الشكوك حول مسار الحملة العسكرية كثيرة.

أكثر ما يثير القلق هو أن الهدف المعلن للأميركيين هو القضاء على التهديد الحوثي، ويقول متحدّثون رسميون وغير رسميين في العاصمة الأميركية إن هذا الهدف لم يتحقق بعد، وربما يكون هدفاً غير قابل للتحقيق بشكل كامل. ففي ظل خريطة الانتشار الحالية حيث يسيطر الحوثيون على مسافات شاسعة من اليمن، سيحتاج الحوثيون لقدرات قليلة لشنّ هجمات مثل إطلاق صاروخ أو مسيرة.

السبب الثاني للقلق لدى متحدّثين رسميين وغير رسميين، هو لأن حملة القصف الجوّي على الحوثيين بدأت فيما أطراف النزاع اليمني والبدائل المطلوبة للسيطرة على مناطق الحوثيين "ليست مستعدة بالكامل لملء الفراغ"، بحسب وجهة نظر المسؤولين في واشنطن.

تصعيد آت
في كل الحالات، سيكون الحوثيون في وضع صعب للغاية خلال وقت قصير، لأن الأميركيين سيصعّدون حملتهم، وهم لم يستعملوا بعد طائرات "بي 2" الشبح الرابضة في قاعدة دييغو غارسيا، وربما يقررون استعمالها لضرب المزيد من المخازن المحصّنة.

كما أن الأميركيين يعرفون أن إيران تتابع تقديم دعم استخباري للحوثيين من سفن في منطقة خليج عدن والبحر الأحمر، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يقرر بعد ضرب هذه السفن في حين يتفاوض على البرنامج النووي مع الإيرانيين.