الإثنين - 17 مارس 2025 - الساعة 10:49 م
في حديثه عن الضربات الأمريكية الأخيرة على بعض المحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي، خرج العميد طارق صالح بخطاب يعكس رؤية قيادية واعية، تتجاوز حدود الخطاب السياسي التقليدي لتصل إلى عمق التحديات التي تواجه اليمن والمنطقة بأسرها. مليشيا الحوثي، كما أشار العميد، هي السبب المباشر لهذه الضربات، إذ أن الطغاة والمستبدين هم من يجلبون المستعمرين بأفعالهم الهوجاء. تحت إملاءات النظام الفارسي، تسعى هذه المليشيا إلى استهداف الملاحة الدولية، لتحقيق مصالحها الضيقة على حساب أمن واستقرار الشعوب.
كلمات العميد طارق تحمل في طياتها إدراكًا عميقًا لطبيعة التهديد الذي تمثله مليشيا الحوثي الإرهابية، ليس فقط على المستوى المحلي، بل على الأمن والسلم الدوليين. هذا الخطاب لا يكتفي بتوصيف المشكلة، بل يضعها في سياقها الأوسع، حيث تتشابك المصالح الوطنية مع التحديات الإقليمية والدولية. الحوثيون، المدعومون من إيران، لا يمثلون تهديدًا عابرًا، بل هم جزء من مشروع أوسع يسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة وفرض أجندة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي والسياسي للدول المجاورة، وتحقيق أهداف الثورة الإيرانية الطائفية في المنطقة العربية.
العميد طارق، في حديثه، يبرز بوضوح أن مواجهة مليشيا الحوثي ليست مجرد معركة عسكرية، بل هي معركة وجودية تتطلب استراتيجيات شاملة وتعاونًا دوليًا حقيقيًا. هذا التهديد يتجاوز حدود اليمن ليصل إلى خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر، مما يجعل مواجهتهم ضرورة تتجاوز المصالح الوطنية لتصبح مسؤولية دولية صادقة، وليست مجرد تصريحات عابرة أو ضربات عسكرية تهدف إلى القضاء على ما تبقى من بنية الدولة التي دمرتها مليشيا الحوثي الإرهابية.
ما يميز كلمات العميد طارق صالح هو وضوح الرؤية وواقعية الطرح. فهو يدرك أن العمليات العسكرية، رغم ضرورتها، يجب أن تكون دقيقة ومركزة لتجنب الآثار الإنسانية السلبية، واستهداف الإنسان اليمني والبنية التحتية للوطن. هذا التوازن بين الحزم العسكري والحرص الإنساني يعكس فهمًا عميقًا لتعقيدات الصراع، ويؤكد أن القيادة الحقيقية لا تقتصر على اتخاذ القرارات الصارمة، بل تشمل أيضًا مراعاة الأبعاد الإنسانية والأخلاقية، ومراعاة المصالح الوطنية.
الرسالة التي وجهها العميد طارق صالح تحمل في طياتها دعوة صريحة للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته. العميد يشدد على أن التهاون مع تهديدات الحوثيين المتكررة ليس خيارًا، وأن التعامل الجاد معهم يتطلب استراتيجية شاملة لتضييق الخناق عليهم وقطع مصادر تمويلهم، والوقوف الصادق مع القضية الوطنية والمقاومة للمشروع الحوثي الفارسي في المنطقة. هذه الدعوة ليست مجرد مطلب سياسي، بل هي نداء للعدالة الدولية، التي يجب أن تدرك أن التهديد الحوثي ليس مجرد شأن يمني، بل هو تهديد للنظام العالمي بأسره.
في تحليل بنية الخطاب الموجه من العميد طارق صالح، يمكننا أن نرى نموذجًا للقيادة التي تجمع بين الحزم والرؤية، بين الواقعية والطموح، وبين الإخلاص الوطني والإنساني. إنه قائد يدرك أن المعركة ضد الحوثيين ليست مجرد معركة عسكرية، بل هي معركة من أجل الحفاظ على القيم الإنسانية، على الأمن والاستقرار، وعلى مستقبل الأجيال القادمة، وعلى الأرض والوحدة والجمهورية ومبادئها المقدسة. كلماته ليست مجرد خطاب سياسي، بل هي دعوة للتكاتف والعمل المشترك، دعوة تحمل في طياتها الأمل بأن العدالة ستنتصر، وأن اليمن سيستعيد مكانته كدولة حرة ومستقلة من خلال الإرادة الحقيقية.
يثبت العميد طارق صالح في مواقفه الوطنية تجاه شعب تواق للحرية من مليشيا الحوثي، أنه ليس مجرد قائد عسكري، بل هو قائد وطني وإنساني يحمل رؤية تتجاوز حدود اللحظة الراهنة لتضع أسسًا لمستقبل أفضل. إنه صوت العقل والحكمة في زمن الفوضى، ورمز للأمل في مواجهة التحديات. كلماته ليست مجرد رموز تزين المواقع الافتراضية أو الصحف الورقية، إنها كلمات تفرض نفسها في أرض الواقع كحقائق ثابتة، حاملة في طياتها دعوة للعمل، دعوة للتغيير، ودعوة للوقوف معًا في وجه التهديدات المتمثلة بالمليشيا الحوثية التي تواجه اليمن والعالم بأسره.