صدى الساحل - تقرير: حسين الشدادي
تستمر معاناة المعلمين اليمنيين في ظل النزاع المسلح المستمر منذ أكثر من عقد، حيث يواجه القطاع التعليمي تحديات متزايدة وصعوبات كبيرة، أثرت على جودة التعليم واستقرار العاملين في الميدان التعليمي. في هذا السياق، أطلق مركز ألف لحماية التعليم نداءً عاجلاً لإنهاء المعاناة المستمرة التي يواجهها المعلمون، ودعا إلى الإفراج الفوري عن ما يقارب 1000 معلم مختطف ومحتجز قسراً لدى أطراف النزاع، خاصة جماعة الحوثيين.
*الأزمات المتراكمة وتأثيرها على التعليم*
وفقاً لبيان مركز ألف، تعاني شريحة واسعة من المعلمين اليمنيين من توقف وتأخر صرف الرواتب منذ عام 2016 في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، مما دفع بالكثير منهم للبحث عن وظائف بديلة لتلبية احتياجاتهم المعيشية.
وأضاف البيان أن هذه الأوضاع أثرت سلبًا على العملية التعليمية برمتها، حيث دفعت العديد من المدارس إلى الاعتماد على معلمين متطوعين يفتقرون إلى التدريب والتأهيل المناسبين، في محاولة لتغطية العجز الكبير في الكادر التدريسي.
إلى جانب الانقطاع المستمر للرواتب، يعاني المعلمون من النزوح والتسريح القسري والاختطاف، وهو ما أدى إلى تضاعف معاناتهم مع استمرار الصراع.
وفقاً للإحصائيات التي ذكرها المركز، فإن هناك نحو 1000 معلم مختطف لدى جماعة الحوثيين، وهو ما يشكل تهديداً كبيراً لاستقرار العملية التعليمية في البلاد.
*دعوات لتحسين أوضاع المعلمين*
أصدر المركز بياناً دعا فيه كافة أطراف النزاع إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه المعلمين اليمنيين، والعمل على تحسين أوضاعهم وتأمين حقوقهم. وطالب مليشيات الحوثي بالإسراع في صرف رواتب المعلمين في المناطق التي تسيطر عليها، وضمان حمايتهم من الاعتقال والاختطاف والإخفاء القسري، مؤكداً أن استمرار هذه الانتهاكات يؤدي إلى تفاقم الأزمة التعليمية وتدهور جودة التعليم في اليمن.
من جهة أخرى، ناشد البيان الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً بضرورة تحسين رواتب المعلمين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، حيث أن الرواتب الحالية لا تكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية في ظل تدهور أسعار الصرف وارتفاع معدلات البطالة.
*دور المجتمع الدولي والجهات المهتمة بالتعليم*
كما دعا مركز ألف الجهات الدولية والمؤسسات المعنية بالتعليم إلى تقديم الدعم اللازم لضمان استمرارية العملية التعليمية في اليمن.
وشدد على أهمية تبني مشاريع تهدف إلى دعم المعلمين وتأهيلهم وتدريبهم لمواكبة التحديات المتزايدة في الميدان، خاصة مع وجود شريحة واسعة من المتطوعين الذين يعملون دون تأهيل كافٍ لسد العجز في الكادر التعليمي.
*ذاكرة التعليم: مشروع للحفاظ على الإرث التربوي*
في خطوة تهدف إلى توثيق وتحسين العملية التعليمية في اليمن، أعلن مركز ألف عن إنشاء مشروع "ذاكرة التعليم"، والذي سيصبح مرجعًا تربويًا موثوقًا يوثق مراحل وتطور التعليم في اليمن، ويعمل على حفظ الذاكرة التربوية من الاندثار.
يهدف هذا المشروع إلى تقديم أرشيف وثائقي شامل يسهم في فهم الأجيال القادمة والباحثين للتحديات والإنجازات التي مرت بها العملية التعليمية خلال فترة الصراع.
ويعد التعليم من أكثر القطاعات تضررًا نتيجة للصراع المسلح في اليمن، حيث يعاني المعلمون من انعدام الاستقرار الوظيفي والمالي.
تأتي هذه الدعوات في وقتٍ يتزايد فيه التدهور الاقتصادي والاجتماعي، مما يزيد من الحاجة إلى استجابة شاملة تدعم المعلمين وتضمن استمرارية التعليم بجودة مقبولة.
يظل الأمل معقوداً على تدخل الجهات المعنية لإنهاء هذه المعاناة وضمان حقوق المعلمين والطلبة على حد سواء.