اخبار وتقارير

الإثنين - 14 أكتوبر 2024 - الساعة 02:09 ص بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - تقرير: حسين الشدادي




في الوقت الذي تواجه فيه المنطقة توترات متزايدة على خلفية التصعيد الإيراني-الإسرائيلي، يلوح في الأفق خطر استئناف الحرب الداخلية في اليمن.

التصريحات الأخيرة الصادرة عن وزير الدفاع اليمني، محسن الداعري، والقيادات الحوثية تعكس استعداد الحوثيين للعودة إلى ساحات القتال، ليس لحماية اليمن وشعبه، بل لخدمة أجندات إيرانية إقليمية تستهدف زعزعة استقرار المنطقة.


الوضع الحالي

الهدنة غير الرسمية التي بدأت في أبريل 2022 كانت بمثابة فرصة لليمنيين لالتقاط الأنفاس بعد سنوات من الحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي بدعم إيراني مباشر.

ومع ذلك، تشير التطورات الأخيرة إلى أن الحوثيين لم يلتزموا فعلياً بهذه الهدنة، إذ تستمر الجماعة في تعزيز قدراتها العسكرية بدعم من إيران، مع التركيز على تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب.

وزير الدفاع اليمني، محسن الداعري، أوضح أن قوات الجيش الوطني جاهزة للتحرك لاستعادة صنعاء، مؤكداً أن المليشيات الحوثية لن تتوقف عن استهداف الأمن الإقليمي والدولي حتى لو توقفت الحرب الداخلية.

هذه التصريحات تأتي في وقت يعاني فيه اليمنيون من سيطرة هذه المليشيات التي حولت البلاد إلى ساحة لتصفية حسابات إيران مع خصومها الإقليميين والدوليين.


الدور التخريبي للحوثيين


بدلاً من الانخراط في عملية سياسية شاملة لإنهاء الأزمة، تواصل ميليشيات الحوثي استغلال الأوضاع الإقليمية لتنفيذ أجندات طهران.

محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي للجماعة، في تدوينة له على منصة "إكس"، ادعى أن الحكومة الشرعية تسعى لحماية "الكيان الصهيوني" في إشارة إلى التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

هذه التصريحات تعكس مدى ارتهان الحوثيين لمحور المقاومة الإيراني، الذي لا يهدف إلا لتعزيز نفوذ طهران في اليمن والمنطقة.

حسين العزي، القيادي الحوثي الآخر، زعم أنهم مستعدون لأي تصعيد، ما يوضح استعدادهم لإشعال الحرب مجدداً استجابة لأوامر إيرانية، ضاربين بعرض الحائط أي جهود لإحلال السلام في اليمن.


البعد الإقليمي والدولي


لا يمكن فهم التحركات الحوثية الأخيرة بمعزل عن الدور الإيراني فبينما تتصاعد المواجهة بين إيران وإسرائيل، يبدو أن طهران تسعى إلى استخدام وكلائها في المنطقة، وعلى رأسهم الحوثيون، لتوجيه رسائل ضغط.

اليمن، الذي يعاني من آثار الحرب، أصبح رهينة في يد مليشيات تنفذ أوامر طهران دون اعتبار لمصالح الشعب اليمني أو استقرار المنطقة.

القوى الدولية، بما في ذلك اللجنة الرباعية (السعودية، الإمارات، الولايات المتحدة، وبريطانيا)، تدرك أن الحل في اليمن سياسي وليس عسكرياً.

ومع ذلك، تستمر إيران في تأجيج الأوضاع عبر دعمها للحوثيين، مما يعرض المنطقة برمتها لخطر حرب شاملة.


التصعيد المحتمل


إذا استؤنفت الحرب، فإن الحوثيين، المدعومين من إيران، قد يلجأون إلى تصعيد عملياتهم الإرهابية باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة ضد أهداف يمنية وإقليمية.

هذه الأسلحة التي زودتهم بها طهران تشكل تهديداً للأمن الإقليمي والدولي، وقد تؤدي إلى تدخلات أكبر من قبل المجتمع الدولي لحماية المصالح الاستراتيجية في المنطقة.

وفي ظل تزايد الضغوط الإقليمية والدولية على إيران، قد يسعى الحوثيون إلى توسيع نطاق الصراع في اليمن كجزء من استراتيجية إيران الإقليمية لتعزيز نفوذها وزعزعة استقرار خصومها.

تحركات الحوثيين الأخيرة وتصريحاتهم العدائية تشير بوضوح إلى أنهم يضعون مصلحة إيران فوق مصلحة اليمن.

وفي حال استئناف الحرب، فإنهم سيكونون أدوات في يد طهران لإشعال المنطقة، وليس لتحقيق أي تقدم للشعب اليمني.

لهذا، من الضروري أن تتكاتف الجهود الدولية والإقليمية لوقف هذه المليشيات وكبح تأثير إيران التخريبي في اليمن والمنطقة.