شئون دولية

السبت - 15 فبراير 2025 - الساعة 04:32 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - متابعة خاصة




منذ الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، أي يوم إعلان سقوط النظام السوري في دمشق، لم يظهر الرئيس السابق بشار الأسد يوماً، ولم يعرف عنه إلا أنه يتمتع بلجوء إنساني على أراضي حليفته موسكو.

هكذا يعيش الأسد
إلا أن تقريراً إسرائيلياً جديداً ذكر أنه الأسد يعيش في شقة واسعة فوق ناطحة سحاب في العاصمة الروسية.

وقال صحافي مقيم في موسكو يتابع حياة الحاكم السوري الجديدة في العاصمة الروسية، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الأسد محظوظ، إذ أنه نجح بالفرار من موت محتم بحكم قرار من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منحه خلاله لجوءاً إنسانياً.
وتابع أن الأسد خرج من مركز انهيار نظامه في دمشق إلى موسكو، جالباً معه كل ما يلزم لحياة مريحة وخالية من الهموم، قائلاً: "أتى بالمال، والمزيد من المال، والكثير من المال".

كما يعتقد الصحافي أن الأسد تعلم درس الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، وليس فقط فيما يتصل بتفضيله الهروب على البقاء في بلد متهالك، إذ أدرك الراحل الحكمة في الاستحواذ على الممتلكات والعقارات في أماكن اللجوء المستقبلية، إلا أنه فشل في الهروب إليها في الوقت المناسب.

أما الأسد فرأى الصحافي أنه تفوق في كلا الجانبين.

وأكد أن وسائل الإعلام الروسية المعروفة لا تغطي أنشطة عائلة الأسد في موسكو، إذ أكد الإعلاميون أن "هذا موضوع محظور للتغطية".

وشددوا على أن أي صحافي لن يجرؤ على انتهاك الحظر والإبلاغ علناً عن مكان إقامة أفراد الأسرة، وما يفعلونه، وكيف يبدو روتينهم اليومي.

كذلك أوضحوا أنه ليس لدى السلطات الروسية ما تكسبه من مثل هذا الكشف، بل إن هناك الكثير لتخسره، وذلك لأن التفاخر بالأسد قد يزعج السلطات السورية الجديدة، ومن ثم يمكن للكرملين أن ينسى حلم الحفاظ على القواعد العسكرية الروسية في سوريا، وفقاً لصحيفة "إسـ. ـرائيل هيوم".

رغم هذا، لم يمنع الافتقار إلى الدعاية الدوائر الاجتماعية النخبوية في موسكو من نشر الشائعات حول عائلة الأسد في مكان إقامتهم الجديد.

كما أن قنوات تيليغرام، وهي أداة فعّالة إلى حد ما في المشهد الإعلامي الروسي، تقدم من حين لآخر أنواعاً مختلفة من المعلومات.

ولعل الصحافي المقيم في موسكو يجمع تلك المعلومات راسماً عبرها صورة موثوقة لحياة الحاكم السوري المخلوع.

ولفت التقرير إلى أن الثروة التي نقلها الأسد إلى روسيا قبل فترة طويلة تشكل العنصر الأكثر أهمية في هذا الوجود.

أقارب الأسد اشتروا شققا فاخرة دون تفكير
وتذكر وهو الذي عمل لفترة طويلة في مجال العقارات في موسكو، كيف كان قبل نحو عقد من الزمان مشاركاً في تسويق العقارات في أبراج العاصمة، التي كانت قيد الإنشاء في ذلك الوقت، قائلاً: "جاء إلينا ممثلو شخصية سورية رفيعة المستوى مهتمين بشراء شقق فاخرة، وكانوا مولعين جداً بالمشروع ودون تفكير اشتروا عدة شقق بأسماء أقارب بشار الأسد أو تحت شركاتهم الخاضعة لسيطرتهم، ودفعوا الثمن دون مساومة.

كذلك تابع أن عائلة الأسد اشترت ما لا يقل عن 19 شقة مختلفة في مختلف أنحاء مدينة موسكو على مر السنين. وكان سعر الشقة العادية في المجمع حوالي 2 مليون دولار في ذلك الوقت، لكن ممثلي الأسد فضلوا الوحدات القياسية الأعلى من المعتاد.

ويرى الصحافي أن أحد هذه الأسباب هو المشاركة في الحياة الاجتماعية الثرية في موسكو، لكنه أكد أن الأسد تجنبها تماما حتى الآن.

وقال: "ربما يكمن التفسير في مرض زوجته أسماء الخطير، أو ربما يكون الأسد نفسه مكتئبا بعد فقدانه السلطة، أو ربما يتلقى تعليمات من أجهزة الأمن الروسية بعدم الخروج دون داع بسبب خطر الاغتيال. لا أعرف التفسير الصحيح، لكن هناك شيء واحد لا جدال فيه: لم ير أحد الأسد في حفلات أو مناسبات أخرى متألقة تفتخر بها النخبة في موسكو".

جهاز الأمن يحميه وأسماء مريضة بشدة
يشار إلى أن التقرير الإسرائيلي رجح بأن كل تفسيرات الصحافيين صحيحة. إذ أن التقارير تلفت إلى أن سرطان الدم الذي أصاب أسماء الأسد تفاقم، وأنها الآن في عزلة تامة في أحد المرافق الطبية المرموقة في موسكو لتقليل مخاطر العدوى.

فضلاً عن ذلك، فمن المشكوك فيه ما إذا كان الأسد قد تكيف مع وضعه الجديد كمنفى ثري يقضي أيامه في الحفلات.

كما أن المخاوف الأمنية الشخصية تلاحقه إلى العاصمة الروسية، رغم أن نصف جهاز الأمن الفيدرالي مكلف بحماية الأسد، وفقا لمصادر بأجهزة الأمن الروسية.

وكان الكرملين أعلن بعد سقوط النظام في سوريا، أن الرئيس السوري بشار الأسد وعائلته موجودون في موسكو بعد إسقاطه.

وأكد أن الأسد وأفراد عائلته وصلوا إلى موسكو، وأن روسيا منحتهم اللجوء لدواع إنسانية.