صدى الساحل - كتب / الإعلامي/ منوّر مقبل
في ساحات النضال، حيث تختبر المعادن الحقيقية للرجال، يبرز القائد طارق صالح كرمزٍ للوفاء والتضحية، وكشعلةٍ متقدة من الإقدام والشجاعة. ليس قائدًا تقليديًا يختبئ خلف الألقاب والرتب، بل هو رجلٌ تجرد من كل مظاهر الامتياز، ووقف في ميدان المعركة جنديًا بين جنوده، لا يميزه عنهم سوى إقدامه الذي لا يعرف التردد، وشجاعته التي لا تعرف الحدود. إنه القائد الذي لا يحسن لبس الياقات حول العنق، بل يحسن حمل السلاح والدفاع عن الإنسان وكرامته، وعن مبادئ الجمهورية التي يؤمن بها.
طارق صالح ليس مجرد قائد عسكري، بل هو رجلٌ أدرك أن المعركة الحقيقية لا تقتصر على ساحات القتال، بل تمتد إلى قلوب الناس وحياتهم اليومية. بفهمٍ عميق لمعنى القيادة، جمع بين العمل الإنساني والعمل العسكري، ليصبح نموذجًا فريدًا لقائدٍ يرى في الإنسان محور المعركة وغايتها. لم تكن القيادة عنده امتيازًا، بل كانت عهدًا بالوفاء والتضحية، فكان القدوة والرمزية النظالية في طريق الجمهورية.
في مواجهة المشروع السلالي الذي يهدد كيان اليمن وهويته، يقف طارق صالح كجدارٍ صلب، مدافعًا عن الجمهورية ومبادئها. لم تكن معركته مجرد معركة عسكرية، بل كانت معركة وجودية تهدف إلى استعادة الكرامة الوطنية وحماية الإنسان اليمني من محاولات التهميش والاستبداد الكهنوتي. أدرك أن الدفاع عن الجمهورية لا يقتصر على حمل السلاح، بل يشمل أيضًا الوقوف مع الإنسان، وتقديم الخدمات له، وإعادة بناء ما دمرته السلالية الحوثية.
على الصعيد الإنساني، كان طارق صالح حاضرًا في كل زاوية من زوايا اليمن، حيث أعاد الأمل إلى قلوب المحتاجين، ومد يد العون لكل من أنهكته الحرب. من إنشاء الطرق التي تربط بين القرى والمدن، إلى إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الحوثية، كان طارق صالح رمزًا للعمل التنموي الذي يهدف إلى بناء مستقبل أفضل لليمنيين. لم يكن يرى في هذه الأعمال مجرد واجب، بل كان يرى فيها رسالة إنسانية تعكس جوهر القيادة الحقيقية.
وفي ساحات القتال، كان طارق صالح القائد الذي لا يهاب الموت، والذي يقف إلى جانب جنوده في معارك النظال والتضحية. لم يكن يطلب من رجاله ما لا يفعله بنفسه، بل كان دائمًا القدوة في العمل. شجاعته وإقدامه ألهمت جنوده، وجعلتهم يؤمنون بأن النصر ليس مجرد حلم، بل هو هدف يمكن تحقيقه بالإرادة والعمل الجماعي.
طارق صالح لم يكن قائدًا يبحث عن الأضواء أو يسعى وراء المجد الشخصي. بل كان قائدًا يرى في خدمة وطنه وشعبه أعظم مجد. تجرده من الألقاب والرتب، ووقوفه في ميدان المعركة كجندي بين جنوده، جعله رمزًا للقيادة الحقيقية التي تقوم على التضحية والإخلاص.
إن الحديث عن طارق صالح هو حديث عن رجلٍ جمع بين الحنكة السياسية والحكمة العسكرية، بين الشجاعة والإنسانية، بين العمل العسكري والعمل التنموي. إنه القائد الذي أدرك أن المعركة الحقيقية ليست فقط في مواجهة العدو، بل في بناء الإنسان وحمايته، وفي تقديم الخدمات التي تعيد له كرامته وأمله في الحياة.
طارق صالح هو القدوة والرمزية النظالية للجمهورية، إنه القدوة لكل من يؤمن بأن القيادة ليست امتيازًا، بل مسؤولية. إنه القائد الذي جعل من ساحات النضال مدرسةً للتضحية والإخلاص، ومن العمل الإنساني رسالةً تعكس جوهر القيادة الحقيقية. إنه القائد الذي سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة اليمنيين كرمزٍ للكرامة والعدالة، وكشعلةٍ لا تنطفئ في طريق النضال من أجل الحرية والجمهورية.