اخبار وتقارير

الجمعة - 28 مارس 2025 - الساعة 04:13 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - عدن

يواجه الحوثيون منذ أسبوعين حملة ضخمة من القصف الجوّي الأميركي، ويقول الأميركيون إن لديهم ثلاثة أهداف لهذه العملية، وهي ضرب البنية التحتية للحوثيين، وردعهم عن القصف ومنعهم عن الاعتداء على الملاحة التجارية والعسكرية في المياه الدولية.
يؤكّد الأميركيون من عسكريين وغير عسكريين أنهم يضربون البنية التحتية للحوثيون ومراكز القيادة والسيطرة، كما لديهم تصريح من الرئيس الأميركي بملاحقة قيادات في التنظيم الحوثي والذي صنّفته إدارة ترامب كتنظيم إرهابي أجنبي.
هناك الكثير من الصور التي تنشرها القيادة المركزية الأميركية لانطلاق الطائرات المقاتلة من الحاملة هاري ترومان التي تبحر في مياه البحر الأحمر، كما تنشر يومياً صوراً لانطلاق الصواريخ من نوع توماهوك من على متن السفن الحربية المرافقة.
العمل بحرّية
من الواضح أن خطة القصف الأميركية في ظل ترامب "مختلفة" عن تطبيقاتها في عهد جوزيف بايدن، وقد شرح مسؤول أميركي لـ "العربيةوالحدث" أن القصف خلال العام 2024 كان مشتركاً مع البريطانيين وفي ما ندر بالتعاون مع أطراف دولية أخرى.
هذه المشاركة تطلبت الكثير من الإعداد لكل جولة قصف، حيث اضطر الأميركيون للعمل مع قيادات عسكرية أخرى، خصوصاً البريطانية، وكان على الطرف الآخر أن يبلغ التخطيط والأركان والاستخبارات بما هو مطروح، ثم عليه الذهاب إلى القيادة السياسية مثل وزير الدفاع ورئيس الوزراء البريطاني، وكان على الأميركيين أن يفعلوا الأمر ذاته ويطلبوا الضوء الأخضر من البيت الأبيض.
في ظل ترامب، اختلفت التوجيهات. فقد وضعت القيادة المركزية والقيادات في وزارة الدفاع خطة لضرب الحوثيين بما في ذلك "لائحة الأهداف" ولا يريد الرئيس الأميركي أو مجلس الأمن القومي التدخّل في تطبيقها، بل أعطى ترامب الأمر الأول ببدء العملية، وهو يترك الآن للقيادة المركزية حرّية الحركة لجهة التوقيت والعنف في القصف وملاحقة الأهداف وقصفها، ويقول أحد مصادر "العربية والحدث" المطلعين على عمل القيادة المركزية "لهذا ترى هذه السرعة"، مع الإشارة إلى أن الأميركيين لا ينتظرون طرفاً خارجياً للمشاركة أو المساهمة.
لا تقييم للنتائج
ما لم تفعله القيادة المركزية حتى الآن هو تقديم تقييم عن نتائج هذا القصف "العنيف" وقد سألت العربية والحدث مرات عديدة عن هذا التقييم، وتبيّن خلال هذا الأسبوع أن الكثير من الصحافيين يحاولون الوصول إلى هذا التقييم، أو إلى دفع المسؤولين العسكريين لتقديم معلومات كافية، ولكن بدون نتيجة.
الوجه الآخر للإحباط يأتي من سلّم القيادة العسكري والسياسي وقد تسرّب أن النتائج ما زالت غير واضحة، وواشنطن تريد تفاصيل أكثر من "تامبا"، وهي مقرّ قيادة المنطقة المركزية.
التهديدات المتصاعدة
في المقابل، قامت إدارة ترامب بعمل "ذكي" آخر، وهو أنها تتحدّث عن ضرب الحوثيين وبقوة، وكلما حصلت مناسبة يتوعّدون بالإضافة، وقد أبلغت إدارة ترامب الأصدقاء في منطقة الشرق الأوسط بحسب مصادر العربية والحدث أنها تبدأ هذه العملية، "وهي مصرّة على التخلّص من مشكلة الحوثي".
لا يجب أن نفهم من كلام الأميركيين أنهم يريدون القضاء على الحوثيين، فهمّهم الأول هو استرداد المبادرة والهمّ الثاني هو إلقاء الرعب في قلوب الإيرانيين "الذين يرون الآن ما يمكن أن يفعله ترامب، وإن أعطى ترامب مهلة شهرين لتحقيق الهدف اليمني، فهو يعطي إدارته مهلة ستة أشهر لحلّ مشكلة إيران"، بحسب أحد المتحدثين غير الرسميين.
شكوك
هناك الكثير من المشككين بخطة ترامب اليمنية. أولّ الشكوك يأتي من يمنيين على اتصال بالإدارة الأميركية، ويعتبرون خلال النقاشات معها أن الخطأ الأساسي هو أن العملية العسكرية بدأت قبل أن يضمن الأميركيون حلفاء على الأرض اليمنية مدرّبون للقيام بعمل برّي ضد الحوثيين، وقادرين على السيطرة على مناطق يتخلّى عنها الحوثيون تحت الضغط الجوّي الأميركي.
هناك عدد آخر من المشككين، يقول الآن إن الأميركيين يسعون منذ بدء العملية الجوية إلى تحفيز الحكومة الشرعية والفصائل المنتشرة على الأرض للعمل معها، لكن الأميركيين يصطدمون بتردّد اليمنيين، وهم لا يثقون بالحكومة الشرعية.
ما هو مؤكّد هو أن الإدارة الحالية لديها قدرات عسكرية ضخمة، وتستطيع الانتظار إلى حين لإيجاد حلّ يقوم على إدراك الحوثيين أنهم لا يستطيعون مقاومة الأميركيين، وأن الحكومة الشرعية مضطرة للقيام بدورها.
"العربية نت"