شئون دولية

السبت - 12 أبريل 2025 - الساعة 03:57 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - متابعات




مع دخول الحرب السودانية عامها الثالث، باتت الصورة أكثر وضوحًا فيما يتعلق بالدور الخفي الذي تلعبه جماعة الإخوان في تعميق الأزمة وتعطيل محاولات الحلول السياسية.

وتعززت قناعة المراقبين بأن استمرار النزاع ليس فقط نتاجًا لصراع عسكري على السلطة. بل هو انعكاس لصراع أعمق تُديره من خلف الكواليس جماعة الإخوان، التي تغلغلت في مفاصل الجيش وتسعى إلى استعادة نفوذها القديم عبر البوابة العسكرية.

ورغم انهيار الدولة وتزايد الكارثة الإنسانية، يواصل طرفا النزاع—الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات «الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)—التمسك بخيار الحسم العسكري، في وقت يرى فيه محللون أن جماعة الإخوان تمثل الطرف الخفي الذي يقود المعركة ويعرقل مسارات التسوية السياسية.

أحاديث خاصة لـ«العين الإخبارية» تكشف جانبًا من هذا المشهد المعقّد، وتضع الأصابع على الجرح: لا سلام دون كسر هيمنة الإسلاميين على الجيش، ولا حل دون فضح الأجندات التي حولت حربًا قابلة للاحتواء إلى مأساة إنسانية كبرى.

وفي خضم هذا النزاع، تسعى جماعة الإخوان، التي تملك تأثيرًا عميقًا في المؤسسة العسكرية، إلى تصدير الأزمة السودانية إلى الساحة الإقليمية والدولية عبر تحريف الحقائق واتهام أطراف خارجية، أبرزها دولة الإمارات، بمحاولة التدخل في الشؤون الداخلية للسودان.

محاولات تصدير الأزمة لا تقتصر على استهداف دولة الإمارات فقط، بل تشمل أيضًا نشر روايات مغلوطة عن أسباب الأزمة، التي يروجها الإخوان بهدف إخفاء مسؤوليتهم في تأجيج الصراع.

ومن خلال تحريف الحقائق، تعمل الجماعة على تحويل الأنظار بعيدًا عن دورها في إدامة الحرب، في الوقت الذي تستمر فيه محاولاتها لإعادة بناء نفوذها في الجيش السوداني. هذه التصرفات ليس فقط تسهم في استمرار النزاع، بل تزيد من تعقيد عملية السلام، ما يجعل الحلول السياسية أكثر صعوبة.

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي محمد المختار، في حديث خاص لـ«العين الإخبارية» أن «جماعة الإخوان هي المحرك الأساسي لهذه الحرب، وهي من تسعى لاستمرارها عبر سيطرتها على المؤسسة العسكرية».

ويرى المختار أن «الجيش، الواقع تحت نفوذ الإسلاميين، يرفض أي تسوية سياسية حقيقية، ويتهرب من كل منابر الحوار، من جدة إلى جنيف».

ويضيف: «الوساطة السعودية–الأمريكية كانت بارقة أمل حقيقية في بداية الحرب، لكن الجماعة دفعت لإفشالها، محولة النزاع إلى حرب وجودية يقودها خطاب الكراهية والعنف الديني، الذي تتبناه الكتائب الإسلاموية المتغلغلة في المشهد العسكري».

ويحذر المختار من محاولات حكومة الأمر الواقع في بورتسودان إعادة تصدير الأزمة بوصفها «صراعًا إقليميًا»، هروبًا من استحقاقات داخلية تتعلق بإبعاد الحركة الإسلامية التي أشعلت الحرب، وأفشلت كل محاولات إيقافها، عن الجيش، وفتح مسار تفاوض وطني يعبّد الطريق للسلام.

وحسب ما يراه محللون، فإن هذه الادعاءات ليست سوى محاولة للتغطية على المسؤولية الحقيقية لجماعة الإخوان داخل الجيش السوداني، وتوجيه الأنظار بعيدًا عن استحقاقاتهم الداخلية، خاصة فيما يتعلق بكيفية إنهاء الحرب وتحقيق التسوية.

ويُظهر هذا السلوك بوضوح كيف تسعى الجماعة لاستغلال المعركة وتسييسها في محاولة لتحويل الأنظار عن دورها المباشر في استمرار الحرب، متجاهلين العواقب الوخيمة التي خلفتها تصرفاتهم على المدنيين السودانيين.

وكان أبرز محاولات حكومة جيش السودان لإعادة تصدير الأزمة، دعواها في محكمة العدل الدولية ضد دولة الإمارات، والتي كشف بوضوح أن الجانب السوداني لم يكن يمتلك دلائل قاطعة لدعم اتهاماته