اخبار وتقارير

الأحد - 13 أبريل 2025 - الساعة 11:00 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - بقلم / ياسر غيلان



في مشهد أعاد الأمل وأشعل رسائل واضحة في كل الاتجاهات، استقبل ميناء المخا أول باخرة عملاقة منذ انقلاب مليشيات الحوثي قبل أكثر من عشر سنوات، في لحظة تاريخية تعكس تحولًا نوعيًا في موازين المشهد اليمني، وتكشف عن إرادة صلبة تقودها الحكومة الشرعية في استعادة دور الموانئ السيادية وتحرير خطوط الملاحة من قبضة الإرهاب الحوثي.

هذا الحدث لم يكن مجرد نشاط ملاحي عابر، بل جاء تتويجًا لرؤية وطنية يقودها العميد طارق محمد عبدالله صالح، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي وقائد المقاومة الوطنية، الذي جعل من ميناء المخا نقطة انطلاق استراتيجية نحو إعادة ربط اليمن بالعالم، بعيدًا عن سيطرة المليشيات التي حولت موانئ الحديدة إلى بؤر لتهريب السلاح الإيراني وتمويل الحرب ضد الشعب اليمني.

الجهود التي بذلها العميد طارق صالح خلال السنوات الماضية، لإعادة تأهيل الميناء وتوسيعه، بدأت تؤتي ثمارها، ليس فقط على الصعيد اللوجستي والاقتصادي، بل وعلى مستوى الرسائل السياسية التي باتت الحكومة الشرعية تبعث بها إلى الداخل والخارج. وأهمها أن اليمن يمتلك موانئه، ويستعيد قراره، وأن زمن الارتهان لميليشيا مدعومة من الخارج قد ولى.

ولعل قرب افتتاح مطار المخا الدولي يضيف بعدًا آخر لهذا التحول، حيث تمضي السلطة الشرعية نحو خلق بيئة متكاملة للنقل البحري والجوي في المناطق المحررة، بما يعزز التنمية، ويضمن سيادة القرار السيادي والاقتصادي لليمن، ويضيق الخناق على شبكات التهريب الحوثية التي طالما استغلت الموانئ الواقعة تحت سيطرتها لمراكمة الثروات وإطالة أمد الحرب.

يأتي هذا الإنجاز في لحظة فارقة، عقب القرار الأمريكي بتصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية وفرض حزمة من العقوبات، ومنها تضييق الخناق على الموانئ التي تديرها المليشيات. وهو ما يجعل من استقبال أول باخرة في ميناء المخا رسالة مباشرة للمجتمع الدولي بأن الشرعية اليمنية جاهزة ومستعدة لاستقبال المساعدات، والتجارة، والإمدادات، عبر موانئها المحررة والآمنة، دون الحاجة للخضوع لابتزاز المليشيات.

إن عودة الحياة إلى ميناء المخا ليست مجرد لحظة احتفائية، بل هي بداية لمرحلة جديدة، تعيد الاعتبار للممرات الاقتصادية في اليمن، وتفتح نافذة أمل لليمنيين في ظل قيادة تراهن على البناء لا الهدم، وعلى التنمية لا الحرب، وعلى الدولة لا المشروع الطائفي.