اخبار وتقارير

الإثنين - 21 أبريل 2025 - الساعة 06:17 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - خليل السفياني








أثار انشطار شجرة "الغريب" المعمّرة في منطقة السمسرة بمديرية الشمايتين، جنوب محافظة تعز، صدمة واسعة في أوساط المواطنين، بعد أن سقط جزء كبير من جذعها فجر اليوم الاثنين، في حادثة مفاجئة أنهت عمرًا يناهز الألفي عام، وفق تقديرات محلية.

وتعرف الشجرة علميًا باسم (Adansonia digitata)، يبلغ قطرها نحو 8 أمتار، وارتفاعها 16 مترًا، ومحيطها أكثر من 35 مترًا. وتقع بمحاذاة الطريق الرابط بين تعز والتربة، وتشكل منذ عقود رمزًا بيئيًا ومعلمًا طبيعيًا فريدًا.

وأظهرت صور متداولة تشقق الجذع وظهور حفرة عميقة في منتصف الشجرة. وفي حين حمّل المواطنون الجهات المعنية مسؤولية الإهمال، وجّه الرئيس رشاد العليمي بتشكيل لجنة خبراء للنزول إلى الموقع وتقييم الأضرار ورفع تقرير  إلى مجلس القيادة الرئاسي، حسب اخبار منداولة غير رسمية.
وفي السياق، كشف الناشط المجتمعي البارز الأستاذ جميل الحميدي عن وجود شجرة مماثلة لشجرة الغريب في منطقة يفرس، مركز مديرية جبل حبشي، بجوار ضريح الولي الصالح البهلول. وأكد الحميدي أن الشجرة من نفس الفصيلة والحجم، وتُعد إرثًا بيئيًا غائبًا عن الاهتمام الرسمي.

وأضاف الحميدي أن "يفرس كانت في الماضي تزخر بعشرات الأشجار السامقة، من أبرزها شجرة العَطَب التي كانت تفوق في ارتفاعها وحجمها، إلى جانب أشجار معمرة أخرى، لكنها للأسف اندثرت بسبب اعتداء بعض السكان المحليين، حيث تم تجذيلها واستخدامها لأغراض منزلية دون وعي بقيمتها البيئية."

وطالب الحميدي وناشطون بيئيون ومهتمون من ابناء المنطقة بـتشكيل لجنة ميدانية للنزول إلى شجرة البهلول في يفرس، ودراسة حالتها وعمرها الطبيعي، والعمل على تحويلها إلى معلم سياحي معتمد ضمن الخارطة البيئية للمنطقة.

وتُعد يفرس من المناطق الغنية بالرموز التاريخية والدينية، إذ تضم جامع وضريح الإمام الزاهد الشيخ أحمد بن علوان، إلى جانب أضرحة عشرات الأولياء والصالحين، ما يجعلها مرشحة لأن تكون وجهة سياحية ودينية متكاملة، حال تم توثيق وحماية إرثها الطبيعي والروحي.