الجمعة - 25 أبريل 2025 - الساعة 11:07 م بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل - متابعات
في تطور غير مسبوق، اعترف زعيم الميليشيا الحوثية عبد الملك الحوثي بتلقي جماعته أكثر من 1200 ضربة جوية وقصف بحري خلال ستة أسابيع فقط، ضمن الحملة الجوية الشرسة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والتي دخلت أسبوعها السابع، مستهدفة تمزيق شبكات الحوثيين العسكرية وتجفيف منابع تمويلهم.
وبينما تواصل الضربات الأميركية تمزيق أوصال الجماعة المدعومة من إيران، لجأ الحوثيون إلى تصعيد عمليات القمع والبطش داخل مناطق سيطرتهم، وشنوا حملات اعتقال واسعة بتهم التخابر مع الولايات المتحدة، خصوصاً في صنعاء وصعدة والحديدة، وفق ما أكدته تقارير حقوقية محلية موثقة.
ترمب، الذي أمر ببدء الحملة في 15 مارس الماضي، توعد الحوثيين بـ"القوة المميتة" رداً على تهديداتهم المتواصلة للملاحة الدولية ومهاجمتهم المتكررة لإسرائيل، في إطار ما يصفه مراقبون بـ"تحرك حاسم لسحق الذراع الإيرانية في اليمن".
ووسط تكتم إعلامي حوثي على حجم الخسائر، تؤكد التقارير أن الضربات استهدفت مراكز قيادة وغرف عمليات ومستودعات أسلحة في صنعاء وعمران ومأرب والحديدة، إضافة إلى منشآت حيوية كميناء رأس عيسى النفطي الذي كان أحد شرايين تمويل الجماعة.
وعلى الأرض، سقطت سبع طائرات أميركية مسيّرة من طراز "ريبر" بقيمة إجمالية تتجاوز 200 مليون دولار، وفق ما أكدته مصادر أميركية، ما يشير إلى اشتداد المواجهة الجوية وتطور قدرات الحوثيين في التعامل مع الطائرات بدون طيار.
غير أن تلك القدرات لم تمنع تصاعد الضربات، التي بحسب مراقبين، ألحقت بالجماعة خسائر بشرية ومادية هائلة، خصوصاً في خطوط التماس مع القوات الحكومية في مأرب والحديدة والجوف، حيث تتكبد الميليشيا انهيارات ميدانية متواصلة.
في المقابل، ووسط الخوف والارتباك، صعّدت الجماعة من قمعها الداخلي، إذ شنت منذ مطلع أبريل أكثر من 500 مداهمة، واعتقلت 212 مواطناً، كما كثفت من مراقبة الاتصالات وحجبت تطبيقات ذكية، وشرعت في استخدام وسائل قديمة حصلت عليها من إيران، في مشهد يعكس خشيتها من اختراق أمني واسع.
وذهب تقرير حقوقي إلى اتهام الجماعة باستخدام المختطفين كدروع بشرية داخل مخازن أسلحة، واصفاً ذلك بـ"الجريمة التي لا تسقط بالتقادم"، داعياً إلى تحرك دولي عاجل لحماية المدنيين من بطش الميليشيا.
ومع تواصل الحملة الجوية الأميركية، وتكثيف الضغوط العسكرية والسياسية، يرى مراقبون أن الحوثيين باتوا على أعتاب لحظة فاصلة، وأن نهاية مشروعهم الطائفي المدعوم من إيران قد بدأت فعلاً، تحت وقع النار والغضب الآتي من السماء.