الخميس - 20 ديسمبر 2018 - الساعة 01:49 م بتوقيت اليمن ،،،
معتز أحمد إبراهيم
انتهى الحراك السياسي اللبناني خلال الساعات الأخيرة الماضية إلى بلورة ملامح الحكومة اللبنانية، وبات من المتوقع أن يتم الإعلان عنها خلال يومين على الأكثر خاصة عقب إعلان مصادر لبنانية عدم وجود عقبات تحول دون المضيّ بعملية التأليف بعد شهور من اشتعال الأزمة.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس، فقد تجاوزت الحكومة اللبنانية العقبات والعراقيل التي وضعتها ميليشيا حزب الله أمام تشكيل الحكومة، التي من المتوقع أن تعلن خلال ال48 ساعة القادمة.
تبلور ملامح تشكيل الحكومة
أبرزت صحيفة "الشرق الأوسط" الإعلان عن تبلور ملامح تشكيل الحكومة، مشيرة في تقرير لها إلى أن بورصة الأسماء التي ستشغل الحقائب الوزارية لا تزال قابلة للتبدّل حتى الآن
وكشفت مصادر لبنانية مسؤولة أن عدداً من الوزراء سيحتفظون بحقائبهم، بينهم وزير الخارجية جبران باسيل، ووزير المال علي حسن خليل، ووزير السياحة أواديس كيدانيان، ووزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش عن حزب الله، ووزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس.
وأشارت المصادر للصحيفة إلى عقد نواب "اللقاء التشاوري" اجتماعهم غداً، موضحة أن المشاركين في هذا اللقاء وعلى رأسهم النواب الستة السنة التابعين لحزب الله سينتقلون بعد اجتماعهم فوراً إلى القصر الجمهوري للقاء الرئيس الذي سيطلعهم على الاسم الذي اختاره ليكون وزيراً من حصته، ثم يحضر رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، ويلتقي النواب الستّة بحضور الرئيس عون، وبذلك ينهي الحريري مقاطعته لهم ، بحسب الصحيفة.
رهان حكومي
بدورها، قالت مصادر معنية بالاتصالات السياسية اللبنانية الحثيثة لصحيفة "الحياة"، إن الإعلان عن الحكومة بات مسألة وقت، مشيرة إلى إن فكرة اجتماع أعضاء "اللقاء التشاوري" بالرئيس سعد الحريري هي الأهم الآن، موضحة أن هذه الفكرة جاءت كجزء من المخرج المتفق عليه لهذه الأزمة.
وأوضحت المصادر أن اسم النائب السني هاشم لعدرة طرح منذ أول من أمس في المداولات الضيقة ليدخل الحكومة، مرجحة أن يكون هناك توافق على لعدرة بين الرئيسين عون وبري وربما "حزب الله" بشأن أختياره.
وقال مصدر سياسي مسؤول إن احتساب الوزير السني السادس على حصة رئيس الجمهورية لا بد من أن يعطيه هامشا ليدلي برأيه به.
الدعم الأمريكي
وقالت مصادر لصحيفة "العرب"، إن أمريكا تدعم الحكومة اللبنانية المنتظرة، متوقعة أن تواصل واشنطن ضغوطها على حزب الله الذي تعتبره تهديداً خطيراً لمصالحها ومصالح وأمن حلفائها في المنطقة.
وأشارت المصادر إلى أن ما أسمته بتوقيت تشكيل الحكومة الآن بات دقيقاً للغاية، خاصة مع تزامن الإعلان عن تشكيل هذه الحكومة مع بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان، والتي تعرف بحرب الأنفاق أو عملية درع الشمال الإسرائيلية.
ويرى مراقبون، أن الأزمة الأمريكية اللبنانية تنحصر في التعاطي مع حزب الله، والتعامل مع سياساته أو سلاحه تحديد، موضحين أن أمريكا تعلم أن الدولة اللبنانية وبأجهزتها لا تستطيع مواجهة حزب الله أو إجباره على نزع ترسانته العسكرية التي تفوق حتى الجيش، وبالتالي يجب دعم الحكومة المنتظرة الآن ثم الانتقال لحل أزمة سلاح الحزب وحلها ضمن إطار وأتفاق إقليمي.
الأمتار العشرة الأخيرة
ورأي الكاتب والمحلل السياسي أسعد بشارة في مقال له بصحيفة "الجمهورية" اللبنانية، أن "الاتفاق على تشكيل الحكومة اللبنانية أوحى للمتابعين بأن سقفَ مطالب حزب الله تراجع، وتم التراجع عن الفيتو الذي أطلقه الحزب ووضعه كشرط أساسي للقبول بتشكيل الحكومة، وهو تعيين 6 من الوزراء السنة التابعين له بالحكومة".
ونبه بشارة إلى أن حزب الله كان بمثابة العقبة الرئيسية أمام تشكيل الحكومة، مذكراً بما حصل عقب الاتفاق المبدئي في السابق حول تشكيل الحكومة، حيث طرح "حزب الله" مشكلة التمثيل السنّي له ، ودعا أمينه العام السيد حسن نصرالله الى عدم استعجال تحديد المواعيد لولادة الحكومة، وهو ما أدى لتعطل تشكيل الحكومة كل هذه الفترة.
وألمح بشارة إلى محاولات بعض من القوى السياسية إبراز مشاركة الرئيس ميشيل عون في المباحثات السياسية الهادفة لتشكيل الحكومة، مشيراً إلى أن هذه المحاولات تأتي من أجل ترميم ما اهتزّ من صورة "الرئيس القوي".