صدى الساحل - كتب / محمد ناجي
تبدأ الآمال بالعودة إلى قلوب الكثير من أبناء الشعب اليمني، تتجدد الأحلام وتنبعث الطموحات بعد سنوات من المعاناة واليأس، وبخاصة عقب نجاح ثوار سوريا وأحرارها في تحرير بلادهم وطرد المجرم بشار الأسد من السلطة، وهو حدثٌ زرع الأمل في نفوس اليمنيين المتطلعين للحرية والكرامة.
لقد جاء هذا الانتصار ليبدد حالة شبه اليأس التي سيطرت على الكثيرين، وليكشف أن موازين القوة قد تتغير مهما بلغت الظروف تعقيدًا. في اليمن، تعيش مليشيات الحوثي الانقلابية حالة من الارتباك الشديد تحاول إخفاءها بكل السبل، متظاهرة بالتماسك وعدم التأثر بما جرى في سوريا، بل إنها تسعى إلى خداع أتباعها بإيهامهم بأن صنعاء آمنة وبعيدة عن أيدي الثوار وأحرار اليمن، حتى أن القيادي الحوثي محمد علي الحوثي صرّح ذات مرة بأن “صنعاء أبعد عليهم من عين الشمس” في محاولة لزرع الوهم واليأس في صفوف المقاومة.
لكنّ الأحداث على الأرض أثبتت أن كل شيء ممكن، وأن لا مستحيل أمام إرادة الشعوب، فكل الاحتمالات واردة، وأهمها وأقربها للتحقق هو تحرير البلاد من قبضة هذه العصابة الإجرامية التي أدخلت اليمن في نفق مظلم من الفقر والتخلف والظلم.
إن المشهد العام اليوم يتسم بمعنويات عالية بين اليمنيين، يظهر ذلك في التعبيرات والأحاديث التي تخرج من أغلبية المواطنين القابعين تحت سيطرة هذه المليشيات، الذين ينتظرون لحظة الخلاص بلهفة وشغف. هذه الأجواء يجب استثمارها بأفضل الطرق من قبل أحرار اليمن والجيش الوطني، لتوجيه الطاقات والجهود نحو تحرير البلاد وتعجيل النصر المرتقب.
إن معركة التحرير ليست مجرد حلم بعيد المنال، بل هي استحقاق حتمي بعد سنوات من الظلم والمعاناة. فقد آن للشعب اليمني أن يتنفس هواء الحرية وأن يعيش بكرامة على أرضه بعد أن عانى طويلاً من الضيق والاختناق.
لكن يبقى السؤال: هل سيستغل أحرار اليمن هذا الزخم المتصاعد داخل الوطن وخارجه؟ وهل سيدرك التحالف والداعمون الإقليميون والدوليون أهمية اللحظة الراهنة ويدفعون باتجاه التعجيل بالتحرير والخلاص؟
إن الأيام القادمة تحمل في طياتها الأمل والخلاص، وكما قال الله تعالى: “قل عسى أن يكون قريبًا”. فالفرج قادم والنصر آتٍ بإذن الله، ولابد من صنعاء وإن طال السفر