صدى الساحل - بقلم الأستاذ /مطيع سعيد سعيد المخلافي
تُعد دولة الإمارات العربية المتحدة من أبرز الداعمين للأعمال الإنسانية على مستوى العالم، حيث تساهم بشكل كبير وفعّال في تقديم المساعدات الإنسانية في مناطق عديدة من العالم. ومن بين هذه المبادرات الهامة، تبرز جهود هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في اليمن، حيث لعبت دوراً محورياً في دعم الشعب اليمني على مدى سنوات عديدة.
منذ بداية الأزمة في اليمن، برزت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي كأحد أبرز المنظمات الإنسانية التي تعمل بلا كلل أو ملل من أجل تخفيف معاناة الشعب اليمني سوى بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق المنظمات والهيئات المحلية كخلية الأعمال الإنسانية التي جسدت ورسمت بمشاريعها ومبادراتها الإنسانية الصورة الواضحة للجهود الدؤوبة والدعم السخي والدور الريادي الذي تبذله وتقدمه هيئة الهلال الأحمر الإماراتي للأوضاع الإنسانية والتنموية باليمن. وبفضل خبرتها الطويلة في مجال الإغاثة والتدخل الإنساني، استطاعت الهيئة الوصول إلى أكثر المناطق تأثراً بالنزاع، مقدمةً المساعدات الطارئة للأسر الفقيرة والمتضررة والمنكوبة وذوي الدخل المحدود والنازحين والمحتاجين.
ولم يقتصر عمل الهلال الأحمر الإماراتي على تقديم المعونات الغذائية والطبية فقط، بل شمل أيضاً تأهيل البنية التحتية المتضررة من الحرب، وبناء المستشفيات والمدارس، وتوفير المواد الطبية والأدوية للمرضى، بالإضافة إلى مشاريع مياه الشرب الصالحة للشرب، وبرامج دعم الصيادين والشباب والمزارعين والمعسرين والأسر الأكثر احتياجاً، خاصة في المناطق الريفية.
ويتميز الهلال الأحمر الإماراتي بتقديمه مساعدات إنسانية مستدامة تسهم في تحسين الوضع المعيشي لليمنيين. فبالإضافة إلى تقديم المساعدات الطارئة، تم التركيز على المشاريع الطويلة الأمد التي تستهدف تعزيز قدرة المجتمع اليمني على الصمود وتحقيق التنمية المستدامة.
وقد تمكن الهلال الأحمر الإماراتي من الوصول إلى المناطق المحررة الأكثر تضرراً من النزاع في اليمن، سواء من خلال إرسال المواد الإغاثية أو بتقديم خدمات طبية متنقلة. وقد تجسدت هذه الجهود في العديد من المستشفيات والمراكز الصحية والتعليمية ومشاريع المياه التي تم إنشاؤها أو أعيد تأهيلها في العديد من المحافظات وفي مقدمتها تعز وعدن وحضرموت وشبوة والحديدة والضالع وسقطرة.
ولا تقتصر جهود الهلال الأحمر الإماراتي في اليمن على الجانب الإنساني فقط، بل تساهم أيضاً في بناء جسور من التعاون والتفاهم بين الشعبين الإماراتي واليمني. فقد تم تنفيذ العديد من المشاريع والأنشطة والبرامج التي تعزز من روح التضامن بين الدولتين وتعمق الروابط التاريخية بين الشعبين الشقيقين، مما يعكس التزام الإمارات الراسخ تجاه الأمن والاستقرار في المنطقة.
ولهذا يُعتبر الهلال الأحمر الإماراتي من أبرز الداعميين في مجال الأعمال الإنسانية في اليمن، حيث يسهم بشكل كبير في تخفيف معاناة الشعب اليمني. ومن خلال جهوده المستمرة والمتنوعة، يُظهر الهلال الأحمر الإماراتي نموذجاً يُحتذى به في تقديم الدعم الإنساني بشكل فعال ومؤثر. وما يقدمه الهلال الأحمر الإماراتي للشعب اليمني، ليس مجرد مساعدات طارئة، بل هو عمل طويل الأمد يسهم في بناء مستقبل أفضل لليمنيين في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها، وهو ما يستوجب تقديم الشكر والعرفان للهلال الأحمر الإماراتي ولدولة الإمارات العربية المتحدة الشيقيقة حكومة وشعباً، على المواقف الأخوية الصادقة، والبصمات الإنسانية المتواصلة.