لقي مواطن حتفه، اليوم، إثر حادث مروري مروّع نجم عن انقلاب سيارته في طريق "نقيل المنعم"، أحد المنحدرات الجبلية الخطرة الواقعة في مديرية جبل حبشي غرب محافظة تعز.
ووفقاً لما ذكره الناشط الاجتماعي البارز المهندس/ أنس علي سلطان على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، في منشور رصدته صحيفة صدى الساحل، فإن الضحية فارق الحياة على الفور متأثراً بإصابات بليغة، جراء انقلاب مركبته أثناء نزوله المنحدر المعروف بوعورته وخطورته، في ظل غياب الحواجز الآمنة وتردي البنية التحتية للطريق.
كما أُصيب في الحادث المواطن أسامة أحمد يحيى، الذي كان برفقة الفقيد زكريا المجاهد أثناء وقوع الحادث، حيث تم نقله على الفور إلى العناية المركزة في أحد مستشفيات تعز لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
ويُعد هذا الحادث هو الثالث من نوعه خلال أقل من شهر في الطريق ذاته، ما يسلّط الضوء على خطورة "نقيل المنعم" الذي بات يُعرف بين السكان المحليين بـ"طريق الموت"، نظراً لتكرار حوادث الانقلاب وسقوط الضحايا في صمتٍ يثير الاستياء.
وتتكرر حوادث السير في عدد من الطرق الجبلية بمحافظة تعز، خاصة في ظل وعورة التضاريس وسوء البنية التحتية، ما يستدعي تعزيز إجراءات السلامة والرقابة على هذه الطرق الحيوية، وعلى رأسها "نقيل المنعم" الذي يربط بين مناطق حيوية ويُستخدم يوميًا من قبل مئات المواطنين.
ونعى أهالي المنطقة الفقيد بحزن بالغ، مبتهلين إلى الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، كما دعوا بالشفاء العاجل للمصابين، مؤكدين على ضرورة تحرك الجهات المعنية لمعالجة الخطر المحدق بهذا الطريق.
وفي خلفية حزينة لهذا الحادث، يذكر أن الفقيد ينتمي إلى أسرة مناضلة وقدّمت تضحيات جسيمة في سبيل الوطن؛ إذ استشهد والده العقيد عبدالله هزاع المجاهد في حرب صيف 1994، ثم لحقه شقيقه الرائد حمزة المجاهد الذي استشهد في معارك صرواح بمحافظة مأرب عام 2017، وها هو اليوم زكريا المجاهد يلحق بهما إثر حادث سير، بعد أن أبلى بلاءً حسناً وكان من صفوة رجال المقاومة. رحمهم الله جميعاً، وأسكنهم فسيح جناته.
وتساءل الناشط أنس علي سلطان في ختام منشوره: "إلى متى سنظل نعدّ الضحايا دون تحرك جاد؟ وإلى متى سيبقى هذا الطريق فخاً قاتلاً لأبناء المنطقة؟!"
