الأربعاء - 05 مارس 2025 - الساعة 10:22 م بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل - منوّر مقبل
تشهد اليمن في الوقت الحالي واحدة من أصعب الفترات في تاريخها المعاصر، إذ تواجه تحديات جسيمة على الصعيدين السياسي والاقتصادي. ومن بين هذه التحديات، تمثل مليشيات الحوثي تهديدًا كبيرًا للجمهورية اليمنية. تسعى هذه الجماعة إلى إحداث تغيير جذري على كافة المستويات الثقافية والاجتماعية والسياسية في اليمن بهدف ترسيخ أيديولوجيتها القائمة على عقيدة طائفية عرقية، لتثبيت حكم يقوم على السيطرة الشاملة وهيمنة ما يسمونه بـ"السيّد" والفئة التي تنتمي إلى عرقه، واستعباد الفئات المجتمعية الأخرى.
منذ ظهورها على الساحة السياسية، سعت جماعة الحوثي إلى نشر ثقافة الكهنوت والإمامية الظلامية، وهي ثقافة ترتكز على تفضيل فئة معينة من الناس وإقصاء الآخرين. هذه الثقافة تهدد مبادئ الجمهورية اليمنية التي قامت على العدالة والمساواة وحقوق الإنسان. إن عدم الممانعة لهذه الثقافة الظلامية، والرضوخ لها خيانة لتاريخ اليمن وحضارته التي لطالما كانت رمزًا للتنوع والتسامح. إنها خيانة للقيم والمبادئ التي لطالما كانت رمزًا للكرامة والعزة اليمنية. فالجمهورية وقيمها التاريخية لم تكن يوما مجرد شعارات، بل هي تجسيد لحضارة عريقة وثقافة متجذرة في الوجدان اليمني.
في ظل التحديات الراهنة والتهديدات المتزايدة التي تواجهها الهوية الوطنية، تبرز ضرورة التمسك بالهوية اليمنية والقيم الجمهورية كأمر حتمي للحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها. إن مواجهة الأفكار والهوية الإمامية القاتلة تتطلب وحدة الصف الجمهوري، وتكافل الجهود للحفاظ على الإرث الثقافي والتاريخي لليمن. إن القيم الجمهورية ليست مجرد شعارات، بل هي مبادئ راسخة تجسد روح الحرية والعدالة والمساواة، وتعبر عن طموحات الشعب اليمني في بناء دولة مستقرة وعادلة، بعيداً عن العنصرية العرقية والطائفية. التمسك بالهوية الوطنية وقيم الجمهورية هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات الراهنة وتحقيق مستقبل قائم على الحرية والكرامة والعدالة.
إن الحفاظ على الهوية الوطنية يتطلب مواجهة الفكر الكهنوتي بكل قوة وعزم. إن معركتنا اليوم مع هذه الجماعات السلالية ليست معركة عسكرية فقط، بل هي معركة فكرية وثقافية تتطلب التمسك بقيم الجمهورية والثورة، والعمل على نشر الوعي الوطني بين الأجيال. الهوية ليست مجرد كلمات أو شعارات، بل هي قيم ومبادئ تتجسد في السلوك اليومي والالتزام الوطني. لهذا كان من الأهمية بمكان العمل على استعادة الروح اليمنية والهوية الثقافية الجامعة للشباب اليمني، وتوعيتهم بضرورة المقاومة، بعيداً عن الزج بهم في المعارك الهامشية التي تستنزف طاقاتهم وحميتهم النبيلة.
يجب أن نعمل تحت راية المقاومة اليوم في استنهاض الوعي اليمني ومواجهة السلالية الانتهازية التي تسعى إلى تفكيك الهوية الوطنية وتجريف الوعي الوطني، والالتفاف حول راية المقاومة الوطنية. إن المقاومة ليست مجرد سلاح أو قوة عسكرية، إنها رؤية شاملة تعتمد على الوحدة والتضامن والعمل الجماعي، وبَث الوعي الثقافي والتاريخي بين الأجيال الشابة، وترسيخ القيم الجمهورية في المحتمعات اليمنية.
في ظل التحديات الراهنة التي نعيشها اليوم، تبرز ضرورة الالتفاف حول المقاومة الوطنية كأولوية لا غنى عنها لمواجهة هذه الغثائية الكهنوتية التي تتبناها جماعة الحوثي. إن مسيرة المقاومة الوطنية من أجل الحرية والكرامة هي واجب وطني وأخلاقي يجب على الجميع الالتزام به، حفاظًا على هوية اليمن ومستقبله. إن المقاومة الوطنية ليست مجرد خيار، بل هي ضرورة ملحة تفرضها التحديات الراهنة، وهي الطريق والسبيل الوحيد لمواجهة الفكر السلالي الكهنوتي.
إن معركة المقاومة الوطنية ليست مجردة عن بقية الثورات النظالية ضد أشكال المشاريع الاستعمارية والاستبدادية الخارجية، بل تمثل فصلًا جديدًا من نضال اليمنيين لاستعادة جمهوريتهم وكرامتهم، والدفاع عن الهوية اليمنية ومواجهة الأفكار الدخيلة. إنها تأكيد على أن الأوطان لا تُبنى إلا بصمود الرجال المخلصين، وأن الشجاعة الحقيقية ليست في التراجع أمام الموت؛ بل في الوقوف بثبات عندما تكون المبادئ في مهب الريح.
إن من أعظم واجبات المرحلة: الوقوف جميعاً في خط المقاومة اليمنية، والعمل على درء الأزمات الإنسانية في المجتمعات اليمنية، وضرورة تصحيح المسار الثّوري تجاه الإمامية الحوثية، والعمل على مواجهة هذا الخطر السلالي ومشروعه المهدد للكيان والوجود اليمني. ولهذا، كانت المقاومة هي المظلة الشرعية الوحيدة التي يمكن أن تحمي اليمن وتضمن استعادة الجمهورية، ومن هنا كان الالتفاف حول المقاومة ودعمها بكل السبل الممكنة ضرورة أخلاقية وواجب وطني. إن المقاومة الوطنية تمثل الكرامة والعدالة والمساواة، وتجسيدًا لروح النضال والتضحيات التي قدمها الأجداد للحفاظ على حرية اليمن واستقلاله.
إن خيانة هذه القيم تعني التخلي عن هذه المبادئ وترك اليمن فريسة للفكر الكهنوتي الذي يسعى لتدمير الهوية الوطنية وتفكيك المجتمع.
وفي النهاية، يجب أن يدرك اليمنيون اليوم أننا نمر بمرحلة حرجة من تاريخنا الحديث، حيث تواجه الجمهورية اليمنية تهديدات جسيمة على مختلف الأصعدة. ومن بين هذه التهديدات، بروز الفكر والمشروع الفارسي الكهنوتي، الذي يسعى لتجريف الهوية اليمنية واستبدالها بهوية صفوية فارسية. إن خطورة هذا المشروع تكمن في منهجيته القاتلة في استهداف الهوية والثقافة اليمنية، وإلغاء وجود الشخصية اليمنية. والترويج للانفصال وتفكك الأواصر المجتمعية والثقافية للمجتمع اليمني؛ لهذا كان من الواجب على اليمنيين أن يدركوا أن مواجهة هذا المشروع يتطلب توحيد الصف الجمهوري، والتوعية المنهجية بخطورة هذه السلالة ومواجهتها فكرياً إلى جانب القوة العسكرية، والعمل بجدية لمواجهة هذا التهديد الوجودي تحت راية المقاومة الوطنية.