صدى الساحل - بقلم/ نزار الخالد
عجيب أمر بعض الإعلاميين و الناشطين والناشطات اليمنيين وهم يتداولون صورًا وفيديوهات للمجازر والقتل والتعذيب في سوريا، وأيًا كانت صحتها أو عدمها فإنها شأن سوري ولا تعنينا كيمنيين.
ولكن ما يعنينا فعلًا هو أن ننظر للحالة اليمنية التي عبثت بها عصابة الحوثي الإيرانية، ومارست ما هو اسوأ وأبشع بكثير من الجرائم التي ارتكبها النظام في سوريا كما يتم تناقله في وسائل السوشيال ميديا، وأيًا كانت هذه الصور سواءً كانت حقيقية أم مفبركة، ولكن شهادة للتاريخ واتحدث بها في الوقت الراهن، ولا يزال الحوثي يسيطر على مناطق واسعة من اليمن حتى لا يقال أنها فبركات بعد سقوطه الحتمي قريبًا.
بعد العديد من ضغوط مشائخ ووجهاء تعز، تشكَّلت لجان للتحقيق في انتهاكات مروّعة تقوم بها عصابة الحوثي، من جرائم تعذيب بحق الأسرى والمختطفين بمدينة الصالح بالحوبان، والذي حوَّلتها عصابة الحوثي إلى سجن شبيه بـ “صيدنايا” جرائم يشيب لها الشعر وابتداع وسائل تعذيب لا تخطر ببال ابليس نفسه.
بحسب التقارير، قامت عصابة الحوثي بقتل أربعة شباب من تعز وإب تعذيبًا وتخلصت من جثثهم بدفنهم تحت مدينة الصالح، و من بين السجناء الذين قتلتهم عصابة الحوثي تعذيبًا ابن إحدى الموظفات في مؤسسة الثورة فرع تعز والتي اختفى ابنها، وفوجئنا بأنه تم إنهاء حياته تحت وطأة التعذيب، وتم دفنه في باحة الصالح، والأيام سوف تكشف المقابر الجماعية في تلك المدينة التي كانت حلم لذوي الدخل المحدود للحصول على مسكن بمبلغ رمزي وحوّلته عصابة ايران إلى كابوس يؤرق اليمنيين “الداخل مفقود والخارج مولود”.
هناك الكثير من الشباب المخفيين قسرًا الذين لم يقم الحوثي بإبلاغ أُسرهم عن أماكن احتجازهم، والحقيقة أنه تم تصفيتهم ودفنهم في جنح الليل في جرائم حرب بحق الانسانية مسكوت عنها من قبل منظمات تدعي أنها تحمي الحقوق والانتهاكات، وللأسف لم تبادر بزيارة السجن سيء السمعة ولو مرة واحدة، ولن أقول أن من يُقتلون بدم بارد خارج نطاق القانون قلة، ولكن بالمئات في تعز وحدها، والأرقام تتصاعد بشكل يومي.
هذه الحالات الكثيرة و بالعشرات من أبناء تعز الظاهرين لنا ومعروفين بالاسم والصفة تم قتلهم وسحلهم، وما خفي كان اعظم، فما بعد التحرير اليمن من سيطرة الحوثي بالتاكيد سنكتشف المئات بل والآلاف من هذه الجرائم التي ارتكبتها عصابة الحوثي الايرانية في كل محافظة ومدينة يمنية.
هذه الجرائم قبل السيطرة الكاملة لعصابة الحوثي الايرانية اي قبل عام ٢٠١٨ و ما بعد هذا العام اصاب الحوثيين هوس الاعتقالات و السحل و التعذيب بشكل جنوني.
من هنا اود ان أنبه الاعلاميين والناشطين والحقوقيين برصد هذه الجرائم وتحويلها الى ملفات توثِّق كل حادثة قتل وانتهاك وتقدمها إلى المحاكم المحلية وحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية وفق عمل ممنهج وحقوقي بحيث لا يفلت الحوثيين من العقاب مستقبلًا، وحتى لا يُقال بعد سقوطه أنها مفبركة، فالحوثي مهما طال انقلابه لا بد من السقوط، وحينما يسقط لا بد من المحاسبة على جرائم لا تسقط بالتقادم.