السبت - 14 ديسمبر 2024 - الساعة 09:05 م بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل - متابعات
ألقت مستجدات الأحداث في لبنان ثم في سوريا بظلالها على أوضاع الميليشيا الحوثية في اليمن ، خصوصاً بعد انهيار نظام بشار الأسد وسيطرة المعارضة المسلحة على الحكم في سوريا.
وبث الحوثيون تسريبات عبر أذرعهم الإعلامية عن اعتزامهم صرف نصف مرتب إضافي شهرياً ابتداء من العام الجديد للموظفين في مناطق سيطرتهم، علماً أنهم لم يلتزموا الصرف المنتظم للمرتبات طوال الفترة الماضية، رغم الأموال التي يجنونها من الجمارك والضرائب وغيرها.
إلى ذلك، أفادت مصادر سياسية إن الحوثيين عرضوا على حزب “المؤتمر الشعبي” في صنعاء المشاركة في السلطة التي خرج منها بعد مقتل الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، إلّا أن الحزب لم يوافق بعد.
وتعيش الميليشيا حالة من الإرباك بدأت مع مقتل الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله وتفاقمت مع إسقاط نظام الأسد والضربات التي تعرض لها المحور الإيراني في المنطقة.
انهيار معنوي
ويرى وكيل وزارة الإعلام في الحكومة الشرعية أسامة الشرمي، في حديث لـ”النهار”، أن ما جرى في سوريا رفع سقف التفكير بشكل جاد لإنهاء مشروع الحوثيين الموالين لإيران.
ويقول: “ميليشيا الحوثي، وهي تشاهد أحداث سوريا ولبنان، بدأت تتحسس مواضع الضعف عندها وانهارت معنوياتها بشكل كبير، وهي تحاول الآن أن ترمم قدر المستطاع معنويات الجنود والجماعة بشكل عام، وأن تظهر أنها تمتلك شيئاً من القوة حتى لا تفقد عزيمة مقاتليها، خصوصاً أولئك العقائديين”.
ويشير إلى أن أحداث سوريا “كشفت مدى الوهن الذي وصلت إليه الميليشيا والجماعات الموالية لإيران والتي لم تصمد 11 يوماً”، متسائلاً: “إذا كان هذا حدث مع الجيش السوري فكيف سيكون الوضع في اليمن؟”.
ويضيف الشرمي: “وكلاء إيران يعيشون مرحلة صعبة جداً تتطلب استغلال عامل الصدمة التي تعاني منها هذه الميليشيا وحلفاؤها، وعدم ترك الفرصة لإيران لتنظر إلى اليمن كموقع بديل لثقلها الإقليمي واستثماراتها المزعزعة لاستقرار المنطقة”.
ويختم بالقول: “ننتظر بفارغ الصبر اللحظة التي سيتم فيها دعم الحكومة الشرعية للإجهاز على هذه الميليشيا وتحرير اليمن منها”.
تداعيات على الحوثيين
الكاتب الصحافي اليمني فؤاد مسعد يرى أن الأحداث في سوريا ستكون لها تداعيات على الحوثيين الذين يُحكمون سيطرتهم على أكثر من عشر محافظات يمنية بما فيها العاصمة صنعاء، وذلك لارتباط النظام السوري بجماعة الحوثي ضمن ما يسمى محور الممانعة الذي يضم حلفاء إيران في المنطقة العربية.
ويقول مسعد لـ”النهار”: “مراقب المشهد السياسي اليمني يدرك مدى تأثير الأحداث في سوريا على وضع الحوثيين، لا سيما أن سقوط نظام الأسد بهذه السرعة كشف عن ضعفه وعجز حلفائه وداعميه الإيرانيين عن تقديم أي مساعدة أو إسناد”، مضيفاً أن “ظهور إيران -الداعم الأبرز لجماعة الحوثي- بهذا الموقف، يعطي الحوثيين مؤشراً سلبياً ويقدم رسالة مفادها أن إيران وحلفاءها باتوا في موقف صعب، وهو ما أدركه الحوثيون أنفسهم”.
توجس وقلق
ويشير مسعد إلى أن الحوثيين بدا عليهم التوجس والقلق وتوقع الأسوأ، رغم محاولات بعضهم التأكيد أنهم ما زالوا أقوياء وأن ما جرى في سوريا لا يمكن أن يجري في اليمن.
ويوضح أنه “قد يكون هناك كثير من أوجه الاختلاف بين الوضع في سوريا والوضع في اليمن، بيد أن أبرز أوجه الشبه هو ارتباط أطراف داخلية في كلا البلدين بالدعم الإيراني، وهذا أمر لا تنكره طهران نفسها التي تطلق على الأطراف الموالية لها مسميات المقاومة الإسلامية أو محور المقاومة لكي تدفع عن نفسها تهمة دعم هذه الأطراف، وتدفع عن الأطراف تهمة التبعية والارتباط بالمشروع الإيراني”.
صدمات متلاحقة
إلى ذلك، يعتبر الصحافي اليمني وائل القباطي أن أحداث سوريا قوبلت بصمت مطبق من الحوثيين رغم التحالف المعلن بين الطرفين.
ويقول القباطي لـ”النهار “: “الثابت أن قيادة الحوثيين تعيش تحت وطأة الصدمات المتلاحقة التي ألمت بحلفائها في بيروت ودمشق”.
ويشير إلى تجاهل زعيم ميليشيا الحوثي في خطابه الأخير ما يحدث في لبنان وسوريا، وإلى مسارعة قيادات حوثية إلى الحديث عن أن السفير في دمشق نائف القانص رحّله نظام الأسد منذ عام، وعن قطع أشواط كبيرة في التوصل إلى اتفاق على خريطة السلام التي ترعاها الرياض، وكلها مؤشرات تؤكد حالة الضعف والانكشاف التي بات الحوثيون يعيشونها.
ويخلص القباطي إلى أن “الحوثيين اليوم باتوا أكثر إدراكاً من غيرهم باقتراب إسدال الستار على مرحلة تفرّدهم بحكم شمال اليمن “.